المسلك الثالث أحاديث الثقلين كلكم سمعتم بها ، وهذه الأحاديث أيضا متواترة . ولا أتكلم عن قول القائل الذي قال بأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي " [1] ، إن صح أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال وسنتي فهو أراد أن يلقم من قال : حسبنا كتاب الله [2] حجرا لا يقول به بعده ، ولكن مع ذلك قال ما قال ومنع الأمة من كتاب نبيها الذي يقول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو أصدق قائل بعد الله سبحانه وتعالى : " لن تضلوا بعده أبدا " وإلا إيماننا بالإمامة والأئمة واتباعنا للأئمة واهتداؤنا بهديهم واقتداؤنا بسنتهم من العمل بسنته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكتاب ربه ، قال عز من قائل : ( إنما وليكم الله ) [3] ، آمنا وصدقنا وإن شاء الله نحن ممن يتولى الله ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون [4] ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث أحرف بين أن يكون ثاني الثقلين أهل بيته .
[1] المستدرك للحاكم 1 : 93 . [2] صحيح البخاري 6 : 318 ح 872 مرض النبي ، وأيضا 1 : 120 ح 112 باب كتابة العلم . [3] سورة المائدة : 55 . [4] سورة المائدة : 56 .