نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 58
أقول والرواية كما تقدم وبعض ما يأتي من الروايات يذكر مطلق أخذ الميثاق من بني آدم من غير ذكر إخراجهم من صلب آدم وإراءتهم إياه . وكان تشبيههم بالذر كما في كثير من الروايات تمثيل لكثرتهم كالذر ولولا لصغرهم جسما أو غير ذلك ، ولكثرة ورود هذا التعبير في الروايات سميت هذه النشأة بعالم الذر . وفي الرواية دلالة ظاهرة على أن هذا التكليم كان تكليما حقيقيا ولولا مجرد دلالة الحال على المعنى . وفيها دلالة على أن الميثاق لم يؤخذ على الربوبية فحسب ، بل على النبوة وغير ذلك . وفي كل ذلك تأييد لما قدمناه . وفي تفسير العياشي عن رفاعة قال : سألت أبا عبد الله عن قول الله : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، قال نعم لله الحجة على جميع خلقه أخذهم يوم أخذ الميثاق هكذا ، وقبض يده . أقول : وظاهر الرواية أنها تفسر الأخذ في الآية بمعنى الإحاطة والملك . وفي تفسير القمي عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ، قلت : معاينة كان هذا ؟ قال : نعم . . . ( إلى آخر الرواية المتقدمة ) . . أقول : والرواية ترد على منكري دلالة الآية على أخذ الميثاق في الذر تفسيرهم قوله : وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ، أن المراد به أنه عرفهم آياته الدالة على ربوبيته ، والرواية صحيحة ومثلها في الصراحة والصحة ما سيأتي من رواية زرارة وغيره . - وفي الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن زرارة : أن رجلا سأل أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم . . إلى آخر الآية ، فقال وأبوه يسمع : حدثني أبي أن الله عز وجل قبض قبضه من تراب التربة التي خلق منها آدم فصب عليها الماء العذب الفرات ، ثم
58
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 58