نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 52
على عادة القوم في تحميل المعنى على الآية إذا دلت عليه الرواية وإن لم يساعد عليه لفظ الآية ، لأن الرواية القطعية الصدور كالآية مصونة عن أن تنطق بالمحال . وأما الحشوية وبعض المحدثين ممن يبطل حجة العقل الضرورية قبال الرواية ويتمسك بالآحاد في المعارف اليقينية ، فلا بحث لنا معهم . هذا ما على المثبتين . بقي الكلام فيما ذكره النافون أن الآية تشير إلى ما عليه حال الإنسان في هذه الحياة الدنيا ، وهو أن الله سبحانه أخرج كلا من آحاد الإنسان من الأصلاب والأرحام إلى مرحلة الانفصال والتفرق ، وركب فيهم ما يعرفون به ربوبيته واحتياجهم إليه ، كأنه قال لهم إذا وجه وجوههم نحو أنفسهم المستغرقة في الحاجة : ألست بربكم ، وكأنهم لما سمعوا هذا الخطاب من لسان الحال قالوا : بلى أنت ربنا شهدنا بذلك ، وإنما فعل الله ذلك لتتم عليهم حجته بالمعرفة وتنقطع حجتهم عليه بعدم المعرفة ، وهذا ميثاق مأخوذ منهم طول الدنيا جار ما جرى الدهر والإنسان يجري معه . والآية بسياقها ولولا تساعد عليه ، فإنه تعالى افتتح الآية بقوله : وإذ أخذ ربك . . . الآية فعبر عن ظرف هذه القضية بإذ ، وهو يدل على الزمن الماضي أو على أي ظرف محقق الوقوع نحوه ، كما في قوله : وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس ، إلى أن قال : قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم . المائدة - 119 ، فعبر بإذ عن ظرف مستقبل لتحقق وقوعه . وقوله : وإذ أخذ ربك خطاب للنبي ( ص ) أوله ولغيره كما يدل عليه قوله : أن تقولوا يوم القيامة . . . الآية ، إن كان الخطاب متوجها إلينا معاشر السامعين للآيات المخاطبين بها والخطاب خطاب دنيوي لنا معاشر أهل الدنيا ، والظرف الذي يتكي عليه هو زمن حياتنا في الدنيا أو زمن حياة النوع الإنساني فيها وعمره الذي هو طول إقامته الأرض ، والقصة التي يذكرها في الآية ظرفها عين ظرف وجود النوع في الدنيا فلا مصحح للتعبير عن ظرفها بلفظة إذ الدالة على تقدم ظرف القصة على ظرف
52
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 52