نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 275
وكذلك فن النفس العملي الذي دونه المتأخرون حديثا ، فإنما هو شعبة من فن الأخلاق على ما دونه القدماء ، والله الهادي . انتهى . الموقف الفقهي من الدعوة إلى معرفة الله تعالى عن طريق معرفة النفس ما ذكره صاحب الميزان ( رحمه الله ) من الطريقين لمعرفة الله تعالى : طريق النظر في الآفاق وطريق النظر في الأنفس ، مطلب شائع بين العرفانيين والمتصوفة ، والظاهر أنهم أخذوه من قوله تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) ولا بد هنا من تسجيل الملاحظات التالية : أولا : وردت أحاديث شريفة في تفسير الآية المذكورة بأنها من علامات ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) أو من الأحداث التي تظهر على يده ، وأن المقصود بالآفاق آفاق الأرض حيث ( تنتقض الأطراف عليهم ) أي على الجبارين قرب ظهوره ( عليه السلام ) . ويؤيد ذلك سين الاستقبال في الآية ، التي تخبر عن حدث في المستقبل ، وإلا لقال ( ولقد أريناهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) مثلا . أو قال ( أولم ينظروا في الآفاق ) كما قال تعالى ( أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض ) . ثانيا : ولولا شك أن النظر في ملكوت السماوات والأرض ، أي فيما يمكن للإنسان معرفته وفهمه وأخذ العبرة منه ، أمر محبوب شرعا وموصل إلى معرفة الله تعالى وزيادة الإيمان به . قال تعالى : أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ، فبأي حديث بعده يؤمنون . الأعراف - 185 ، ولكن نفس الإنسان جزء من هذا الملكوت وواحدة من هذه الآفاق ، وليست طريقا في مقابل بقية الآفاق . ثالثا : لم أجد سندا للحديث الذي ذكره ( المعرفة بالنفس أنفع المعرفتين ) ومن البعيد أن يكون حديثا شريفا ، وعلى فرض صحته ولولا يصح تفسيره بما ذكره ( رحمه الله ) فإن المقابل لمعرفة الله بالنفس معرفة الله بالله تعالى ، أو معرفة الله بأنبيائه وأوليائه ، أو
275
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 275