نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 236
وليس لأحد أن يقول : إن العرف ولولا يعرف التصديق فيه إلا بالقول ، فكيف حملتموه على ما يختص القلب ؟ قلنا : العرف يعرف بالتصديق باللسان والقلب ، لأنهم يصفون الأخرس بأنه مؤمن وكذلك الساكت ، ويقولون : فلان يصدق بكذا وكذا وفلان ولولا يصدق ، ويريدون ما يرجع إلى القلب ، فلم يخرج بما قلناه عن موجب اللغة . وإنما منعنا إطلاقه في المصدق باللسان لأنه لو جاز ذلك لوجب تسميته بالإيمان وإن علم جحوده بالقلب ، والإجماع مانع من ذلك . . . . وأما الكفر فقد قلنا إنه عند المرجئة من أفعال القلوب ، وهو جحد ما أوجب الله تعالى معرفته مما عليه دليل قاطع كالتوحيد والعدل والنبوة وغير ذلك ، وأما في اللغة فهو الستر والجحود ، وفي الشرع عبارة عما يستحق به العقاب الدائم الكثير ، ويلحق بفاعله أحكام شرعية كمنع التوارث والتناكح . والعلم بكون المعصية كفرا طريقه السمع ولولا مجال للعقل فيه ، لأن مقادير العقاب لا تعلم عقلا ، وقد أجمعت الأمة على أن الإخلال بمعرفة الله تعالى وتوحيده وعدله وجحد نبوة رسله كفر ، ولولا يخالف فيه إلا أصحاب المعارف الذين بينا فساد قولهم . ولا فرق بين أن يكون شاكا في هذه الأشياء أو يكون معتقدا لما يقدح في حصولها ، لأن الإخلال بالواجب يعم الكل . فعلى هذا ، المجبرة والمشبهة كفار ، وكذلك من قال بالصفات القديمة لأن اعتقادهم الفاسد في هذه الأشياء ينافي الاعتقاد الصحيح من المعرفة بالله تعالى وعدله وحكمته . بحث للشهيد الثاني في تعريف الإيمان والكفر - رسائل الشهيد الثاني ج 2 ص 50 في تعريف الإيمان لغة وشرعا ، فاعلم أن الإيمان لغة : التصديق ، كما نص عليه
236
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 236