نام کتاب : المؤتمرات الثلاثة نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 136
ومعونته وإسعافه ، فلما رأوا غطرسته وجبروته ، وكان الاعتساف بدل الإسعاف ، والإجحاف عوض الإنصاف ، وكان فيهم ( أي العراقيين ) كما ذكرنا بقية شرف وشمم ، وعزة وكرامة ، ونبل وشهامة ، وصلابة عود ، وقوة إيمان ، وتأبى أن تحمل الضيم وتخضع للظالم ، فثاروا عليه وانتفضوا عليه غير مرة كسروا بها شوكته ، وأذلوا عزته ، فأخذ على عادته وقاعدته من اللف والدوران ، فضربهم الضربة القاضية ، ولطمهم اللطمة القاسية وأعطاهم الحكم المغلف والاستقلال المزيف . رأى ( أي الاستعمار ) أنه لا يستولي على العراق تماما إلا بفساد الأخلاق ، والعراقي بلطافة طبعه وخفة روحه ، سريع الاستجابة إلى الشهوة العارمة والنزوة الراغمة . وكان أكبر هم المستعمر جلب المغريات ، وإثارة الشهوات ، فتم له ما أراد ، فهد جميع قوى العراق بلا كفاح ولا قوة ، وسرت روح الفساد ، فساد الأخلاق والاستهتار والخلاعة ، وموت الشعور والوجدان . حضر عندي في العهد القريب رجل من المحافظين على اتزانه وإيمانه وصار يشكو من سوء الوضع وتردي الأحوال ، والارتشاء العلني ، فأردت تسكين لوعته نوعا
136
نام کتاب : المؤتمرات الثلاثة نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 136