فلو صحت إضافة عائشة للزم القول إن معنى الآية كان غلطاً أو ضعيفاً ، حتى رفع الله من الآية الجزء الذي زعمته عائشة ! والسابع : أن آية أنس عن قراء بئر معونة الذين قتلهم أهل نجد : ( أن بلغوا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) ، هي الوحيدة من هذه الآيات المزعومة التي نصت روايتها على أنها كانت مما يقرأ من القرآن ثم رفعت ، أو نسخت . وحيث صحت روايتها عندكم ( البخاري : 3 / 204 و 208 و : 4 / 35 و : 5 / 42 ، وغيره من صحاحكم ) فتكون هي المثال الوحيد الصحيح عندكم على نسخ التلاوة ! لكن أين حكمها الذي بقي ؟ ! بل أين رائحة بلاغة آيات القرآن فيها ؟ ! * * ثم قال ابن الجوزي : فصل ومما نسخ رسمه واختلف في بقاء حكمه : وروى فيه آيات عائشة التي أكلتها السخلة ، ونقل أقوالهم المختلفة فيما يوجب التحريم من الرضاعة هل هو المصة أو خمس رضعات أو عشر ؟ ! وقال : ( وتأولوا قولها : وهي مما يقرأ من القرآن ، أن الإشارة إلى قوله ( وأخواتكم من الرضاعة ) وقالوا : لو كان يقرأ بعد وفاة رسول الله ( ص ) لنقل إلينا نقل المصحف ، ولو كان بقي من القرآن شئ لم ينقل لجاز أن يكون ما لم ينقل ناسخاً لما نقل ، فذلك محال ! ثم قال : ومما نسخ خطه واختلف في حكمه ما روى مسلم في إفراده عن عائشة أنها أملت على كاتبها : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) ، وقالت : سمعتها من رسول الله ( ص ) ! وقد اختلف الناس في الصلاة الوسطى على خمسة أقوال بعدد الصلوات الخمس ، وقد شرحنا ذلك في التفسير ) . انتهى .