التأويل ، غير أن في إسناده نظراً ، وذلك ما حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال : ثنا عباد بن العوام ، عن هارون الأعور ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه عن النبي ( ص ) أنه قرأ : وَمِنْ عِنْدِهِ عِلم الكتاب ، عند الله علم الكتاب ، وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري . فإذا كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشام والعراق على القراءة الأخرى وهي : ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب ) كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قراء الأمصار أولى بالصواب ممن خالفه ، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصواب ) انتهى . وبذلك رجح الطبري قراءة الفتح على الموصولية على قراءة عمر ومن تبعه من كبار القراء والمفسرين القدماء ! وأسقط رواية الزهري لأن تلاميذ الزهري الثقاة لم يوثقوها ! لكنه أغفل أن قراءة الكسر ليست محصورة بطريق الزهري وأن أول من اخترعها عمر وأسندها إلى النبي صلى الله عليه وآله ! أما الفخر الرازي فقد هرب من معركة قراءة الكسر واكتفى في تفسيره : 19 / 69 ، بذكر الأقوال بناء على قراءة الفتح وقراءة الكسر ، ولم يرجح أياً منها فقال : ( والله تعالى أعلم بالصواب ) ! وهكذا اختار مفسروا السنة قراءة الفتح ، واضطروا أن يسلكوا طريقاً آخر لإبعاد الآية عن علي عليه السلام فقالوا إن المقصود بالكتاب فيها ليس القرآن ، بل التوراة والإنجيل ، والمقصود ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب ) هو عبد الله بن سلام ، أو غيره من علماء اليهود والنصارى ! لكن يرد عليهم ثلاث إشكالات لا جواب لها :