وفاتهما : أن بدء النبي صلى الله عليه وآله بآية الحمد قد يكون لنسيان الراوي ما قاله صلى الله عليه وآله في البسملة ، ولو صح أنه بدأ بها ، فلا يكون دليلاً على قتل البسملة ورد أحاديث جزئيتها لسورة الحمد ، وهي صحيحة عندهم ! وفاتهما : أن المناصفة بين الله تعالى وعبده في سورة الحمد ، هي مناصفة معنوية قبل أن تكون لفظية بتعداد الكلمات والحروف ! وفات السرخسي : أن يقول لنا أي سلف هؤلاء الذين أجمعوا على عد سورة الكوثر ثلاث آيات ، وكأنه لم يقرأ اختلاف أقوال العدادين ومبانيهم في عدِّ البسملة وتركها ! أو وصل بعض الآيات وفصلها ! على أن أسوأ ما وقع فيه السرخسي قوله : ( ولأن أدنى درجات اختلاف الأخبار والعلماء إيراث الشبهة ، والقرآن لا يثبت مع الشبهة ) ! ! يقول ما دامت توجد شبهة ولو بسيطة على قرآنية البسملة في الحمد وأوائل السور لحديث أو قول أحد العلماء ، فقد اهتزت قرآنيتها ووجب أن لا تعد من القرآن ! ! فهل يلتزم هو بذلك في المعوذتين ؟ ! مهما يكن ، فقد تأسفت لأني ضيعت وقتي في تتبع آرائهم في البسملة وتمحلاتهم وتوحلاتهم ، فلا أضيع فيها وقت القارئ ، وأكتفي بنماذج قليلة وأكثرها من مجموع النووي فقد سوَّد كغيره صفحات كثيرة في الموضوع . ولا يفوتني قبل ذلك أن أشير إلى أن المخالفين لأهل البيت عليهم السلام مع شدة اختلافهم وتناقض آرائهم في البسملة ، اتفقوا على أن من جحد أنها من القرآن لا يحكم بكفره ، ومن أثبتها منه على نحو الظن لا يحكم بكفره ، ومن أثبتها على نحو القطع فإن كان من العلماء يحكم بكفره ، وإن كان العوام فبعضهم يحكم بكفره وآخرون بإسلامه ! !