وأخرج ابن أبي داود عن إبراهيم قال كان عكرمة والأسود يقرأنها : صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين ) . وفي كنز العمال : 2 / 593 : ( عن عمر أنه كان يقرأ : سراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - وكيع وأبو عبيد ، ص ، وعبد بن حميد وابن المنذر ، وابن أبي داود ، وابن الأنباري معاً في المصاحف ) . ورواه البغوي في معالم التنزيل : 1 / 42 : والراغب في محاضراته : 2 / 199 وابن جزي في التسهيل . . وغيرهم . . وغيرهم . ومن بين هذه الروايات المتظافرة ، تجدهم رووا رواية نسبوا فيها قراءة عمر إلى أبيّ بن كعب ! قال السيوطي في الدر المنثور : 1 / 17 : ( وأخرج ابن شاهين في السنة عن إسماعيل ابن مسلم قال : في حرف أبي بن كعب : غير المغضوب عليهم وغير الضالين . آمين . بسم الله ) . انتهى . ومن الواضح أن ذلك لتخفيف جريمة عمر ، أو لتسويق قراءته ! كما أن من الواضح أن قراءة عمر أسبق من قراءة عكرمة وابن الزبير ، وأنهما قلداه فيها ، فقولهم عن عمر : ( أنه كان يقرأ ) ، يفيد الدوام . وإذا سألتهم : لماذا كان عمر يقرأ هكذا ويخالف المسلمين كلهم ؟ ! فلا تجد جواباً إلا أنه استحلى ذلك ! ! والحمد لله أن أحداً من المسلمين لم يطعه في تصحيحاته للقرآن ! وبذلك تجلى قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) . * *