وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ، إن سعيكم لشتى . وقال تعالى : وسعى لها سعيها ، كان سعيهم مشكوراً . وقال تعالى : فلا كفران لسعيه ) . وقال الخليل في كتاب العين : 2 / 202 : ( السعي عدو ليس بشديد . وكل عمل من خير أو شر فهو السعي ، يقولون السعي العمل أي الكسب . والمسعاة في الكرم والجود ) . وقال الجوهري في الصحاح : 6 / 2377 : ( سعى الرجل يسعى سعياً أي عدا ، وكذلك إذا عمل وكسب ) . وقال الطريحي في مجمع البحرين : 2 / 375 : ( فاسعوا إلى ذكر الله ، أي بادروا بالنية والجد ، ولم يرد للعدو والإسراع في المشي . والسعي يكون عدواً ومشياً وقصداً وعملاً ، ويكون تصرفاً بالصلاح والفساد . والأصل فيه المشي السريع لكنه يستعمل لما ذكر وللأخذ في الأمر ) . * * ولا تجد أحداً من السنيين انتصر للقرآن ، فأيد أبياًّ وخطَّأ عمر ! بل تراهم غضوا أبصارهم عن فضيحة عمر ، وخرسوا عن شهادته الزور بالنسخ ، ودعوا له بالستر والسلامة ، كما فعل البخاري ! وغاية ما وصلت إليه جرأة كبارهم الانتقاد البعيد بالإشارة البعيدة ! قال البيهقي في سننه : 3 / 227 : ( قال الشافعي : ومعقول أن السعي في هذا الموضع العمل لا السعي على الأقدام ، قال الله تعالى : إن سعيكم لشتى ، وقال : ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن ، وقال : وكان سعيكم مشكوراً ، وقال : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى . وقال : وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها . قال الشيخ ( البيهقي ) : وقد روي عن أبي ذر ما يؤكد هذا ) انتهى . وقد أخذها الشافعي عن أهل البيت عليه السلام كما رأيت ! وتبع الشافعي والبيهقي ، ابن قدامة في المغني : 2 / 143 . أما السيوطي فقد جمع ست عشرة رواية في قراءة عمر هذه ، ولم يعلق عليها ! ( الدر المنثور : 6 / 219 ) وروى فيها : ( ما سمعت عمر يقرؤها قط إلا فامضوا إلى ذكر الله . . . لقد توفي عمر وما يقول هذه الآية التي في سورة الجمعة إلا : فامضوا إلى ذكر الله ! وروى عن ابن عباس ومحمد بن كعب قال : السعي العمل ) . ( راجع كنز العمال : 2 / 591 تحت الأرقام : 48087 و 4809 و 4821 و 4822 ، والتسهيل لابن جزي : 2 / 445 . قرأ عمر : وامضوا إلى ذكر الله ) انتهى . وتفسير السعي بالعمل ، الذي رواه عن ابن عباس ومحمد بن أبيّ بن كعب ، هو رد غير صريح على عمر ، وقول محمد مؤشر على أن نسبة ذلك إلى أبيه كذب عليه ! * *