إنه علي عليه السلام الذي قلما تتحدث روايات السلطة عن دوره ، لكنها تحدثت عن دور حذيفة في جمع القرآن ، وهو الشيعي المطيع لإمامه ! روايات السلطة تصف تفاقم أزمة الأحرف السبعة ! قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة : 3 / 991 : ( عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق وأفزع باختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف . وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما أنزل بلسانهم ، ففعلوا ذلك ، حتى إذا نسخ المصحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ) . ( ورواه البخاري : 6 / 99 بتفاوت يسير . وكنز العمال : 2 / 581 ، وقال في مصادره ( ابن سعد ، خ ، ت ، ن ، وابن أبي داود ، وابن الأنباري معاً في المصاحف ، حب ، ق ) . انتهى . ) ثم أضاف ابن شبة : ( عن ابن شهاب قال : حدثني أنس بن مالك أنه اجتمع لغزوة أرمينية وأذربيجان أهل الشام وأهل العراق ، فتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة ، فركب حذيفة بن اليمان إلى عثمان لما رأى من اختلافهم في القرآن فقال : إن الناس قد اختلفوا في القرآن حتى والله إني