وهذا المعنى هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وآله الذي رواه عمر : ( سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ) لأنه يستحيل أن يكون مقصوده صلى الله عليه وآله كل ظالم من أمته ، وقد نص القرآن والسنة على دخولهم بعضهم النار . قال السيوطي في الدر المنثور : 5 / 252 : ( وأخرج العقيلي وابن هلال وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله ( ص ) يقول : سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ، وقرأ عمر : فمنهم ظالم لنفسه . . الآية ) . انتهى . ( وروى السيوطي نحوه عن أنس ، ورواه في كنز العمال : 2 / 10 و 485 عن عمر وأضاف لمصادره : الديلمي في الفردوس والبيهقي في البعث والنشور ) . ويؤيده ما رواه السيوطي : 5 / 251 ، عن الطبراني والبيهقي في البعث ، عن أسامة بن زيد : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ، قال قال رسول الله ( ص ) : كلهم من هذه الأمة ، وكلهم في الجنة ) . انتهى . ( ونحوه في كنز العمال : 2 / 486 ، ومجمع الزوائد : 7 / 96 . وتعبير كلهم من الأمة يدل على أنهم ليسوا كل الأمة ) . * * غير أن عمر وكعب الأحبار وَسَّعَا بعد ذلك ( الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب ) فجعلوهم كل المسلمين ! قال السيوطي في الدر المنثور : 5 / 252 : ( وأخرج عبد بن حميد عن صالح أبي الخليل قال قال كعب : يلومني أحبار بني إسرائيل أني دخلت في أمة فرقهم الله ثم جمعهم ثم أدخلهم الجنة ! ثم تلا هذه الآية : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، حتى بلغ جنات عدن يدخلونها . . . قال قال : فأدخلهم الله الجنة جميعاً ) . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عبد الله