حسن ، وأما دعاؤه والاستغاثة به فحرام ! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين . المتوسل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه لا يدعو غيره إلا على سبيل استحضاره لا على سبيل الطلب منه . وأما الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعو ويطلب منه ويستغيثه ويتوكل عليه ) . انتهى . لكن المتأمل يجد أن ابن تيمية لفَّ كلامه بلفافة ، حيث جوَّز التوسل لأنه دعاء لله وليس للنبي صلى الله عليه وآله ، وبهذا كذب نفسه عندما قال إن التوسل بالميت دائماً دعاء له وهو شرك ! لكنه جعل التوسل قسماً في مقابل الاستغاثة مع أنهما شئ واحد ! ثم جعل الاستغاثة دعاءً للنبي صلى الله عليه وآله من دون الله تعالى وعبادةً وتوكلاً عليه من دون الله تعالى ! وهذا ما لا يقصده أحدٌ من المسلمين بتوسله بنبيه صلى الله عليه وآله ! ! * * الأسئلة 1 - بماذا تفسرون تراجع إمامكم ابن تيمية تراجع عن رأيه في أن التوسل بالميت شرك ، وفتواه بالعمل بحديث الترمذي في التوسل حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله حيث قال : ( لا يستغاث إلا بالله ، لا يستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبادة ، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله . . . فهذا التوسل به حسن ، وأما دعاؤه والاستغاثة به فحرام ) ؟ ! 2 - أنتم بين أمرين ، إما أن تقولوا إن ابن تيمية تراجع عن رأيه في التوسل ، وإما أنه استعمل التقية مع قضاة المذاهب الربعة ! فأيهما تختارون ؟ ! * *