المسألة : 27 تحريفهم لكتب العلماء وحذفهم منها زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله ! قال الحافظ الممدوح في رفع المنارة ص 57 : ( قال الله تبارك وتعالى : وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) ( سورة النساء : 64 ) ، وهذه الآية تشمل حالتي الحياة وبعد الانتقال ، ومن أراد تخصيصها بحال الحياة فما أصاب ، لأن الفعل في سياق الشرط يفيد العموم ، وأعلى صيغ العموم ما وقع في سياق الشرط ، كما في إرشاد الفحول ص 122 . إلى أن قال الممدوح : وقد فهم المفسرون من الآية العموم ولذلك تراهم يذكرون معها حكاية العتبي الذي جاء للقبر الشريف ، فقال ابن كثير في تفسيره : 2 / 306 : وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو النصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال : كنت جالساً عند قبر النبي ( ص ) فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله . سمعت الله يقول : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي . ثم أنشأ يقول : يا خيرَ من دُفنتْ بالقاع أعظمُهُ * فطابَ من طيبهنَّ القاعُ والنَّسَمُ نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنُه * فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ ثم انصرف الأعرابي ، فغلبتني عيني فرأيت النبي ( ص ) في النوم فقال : يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له ) . وقد ذكر قصة العتبي الإمام المجمع على فضله وعلمه يحيى بن شرف النووي الشافعي في كتابه الأذكار ، ولكن خلع " المحقق " ربقة الأمانة ! فحذف قصة العتبي في الطبعة التي حققها لحساب دار الهدى بالرياض سنة 1409 ! !