المسألة : 16 يحرمون التأويل ويرتكبونه . . وينفون المجاز ويستعملونه ! ! قام مذهب ابن تيمية في التجسيم على أساس باطل هو تحريم تأويل صفات الله تعالى ووجوب حملها على ظاهرها الحسي المادي ! فقال إن يد الله في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) ( سورة الفتح : 10 ) معناها أن الله تعالى له يد وهي جارحة كأيدينا ! وخالف بذلك المسلمين الذين قالوا إن معنى ( يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) قدرته فوق قدرتهم , تعالى الله أن يكون حسياً له جوارح حسية مثلنا ! لكنك تراهم يرتكبون التأويل الذي حرَّموه عندما يضيق بهم الدليل ، خاصة عندما يصلون إلى فضائل أهل البيت عليهم السلام الذين لا يحبونهم ، أو إلى مطاعن بني أمية الذين يحبونهم ! وقد اضطروا بسبب هذا الأساس الباطل إلى إنكار وجود المجاز في القرآن والسنة ، فكل الألفاظ بزعمهم يجب أن تحمل على معناها اللغوي المادي ، ولا يجوز أن تحمل على معان مجازية ، أو تؤوَّل ! فعندما يقول القرآن أو الحديث ( يد الله ، أو عين الله ، أو وجه الله ) فمعناه عندهم أن الله تعالى له يد وعين ووجه حقيقةً لا مجازاً ! وعندما يقول ( كل شئ هالك إلا وجهه ) فمعناه عندهم أن الله يفنى ويبقى وجهه فقط ! ! لكن عندما يقول النبي صلى الله عليه وآله : ( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى . فقال صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه ) . تراهم يحملون عليها مساحيهم ومعاول تأويلهم ، لكي يميعوا معناها ! !