المسألة : 15 ما هو موقفكم من الحشوية ؟ يرى بعض الباحثين أن الحشوية هم الحنابلة المجسمون ، ولهم قصص في التجسيم ، وفي جمع الإسرائيليات ونشرها ، وقد وصلت مزاعمهم إلى أن بعضهم رأى الله تعالى في الدنيا ، وأنه شاب أجعد الشعر ، أو رآه راكباً على جمل أحمر ! قال أبو زهرة في المذاهب الإسلامية : 1 / 232 : ( قال ابن الجوزي في ذلك : ( رأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح . . . فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب ! ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس ، فسمعوا أن الله خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ، ووجهاً زائداً على الذات ، وفماً ، ولهوات ، وأضراساً ، وأضواء لوجهه ويدين وإصبعين ، وكفاً ، وخنضراً ، وإبهاماً ، وصدراً ، وفخذاً ، وساقين ، ورجلين ، وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس ! وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسمية مبتدعة ، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ، ولا إلى إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدث . ولم يقنعوا أن يقولوا صفة فعل حتى قالوا صفة ذات ، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة ، مثل اليد على النعمة والقدرة ، ولا المجئ والإتيان على معاني البر واللطف ، ولا الساق على الشدة ، بل قالوا نحملها على ظواهرها المتعارفة ، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين !