نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 78
فقوله تعالى ( فردّوه إلى الله ) كافٍ ، أو إلى الرسول كذلك على هذا ، إلاّ أنّه لم يكتف بذلك بل قال فردّوه إلى الله والرسول ، ليبين لنا ان الردَّ إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الردّ إلى الله ، وما بينه الرسول بمنزلة ما بيّنه الله سواءً أظهر هذا الرسول وقال هذا حكم الله ، أم لم يظهر ذلك ، حتى وان قال هذا حكمي كما هو بيّن في أي أمرٍ صدر منه ، وما هذا الأمرُ إلاّ العصمة . ولعلّه لما ذكرنا لم يتكرر حرف الجر ، بل عطف الرسول على الله بدونه ، ليدلنا على عدم الاثنينية في ذلك ، بعد ان كرر لفظ الإطاعة ليؤكدها وليركزها في أذهان الذين آمنوا . الاستفادة الرابعة : عطف أولي الأَمر على الرسول وإطاعتهما على إطاعة الله يقتضي عصمتهم لما قدّمناه في عصمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . بل نقول أكثر ببركة ورود أمر واحد بالإطاعة للرسول ولأولي الأَمر فاطاعتهما واحدة ، ولذا لم يذكر أولي الأَمر مرة أخرى في نهاية الآية لاندكاكهم في الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وللبيان والتوضيح أتى بهم أولاً ، وللاختصار ولبيان وحدتهم بعد أن جعل لهما إطاعة واحدة لم يذكر الا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، أخيراً وهو واضحٌ بحمد الله وبركته . ولو جوّزنا إلاّ تكون إطاعة أولي الأَمر مطلقة كما كانت إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للزِمَ أن يكون استعمال اللفظ امّا من باب استعمال المشترك في أكثر من معنى ، وهذا ما لا يجوّزه أكثر أصحاب التحقيق ان لم يكن كلّهم .
78
نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 78