نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18
ولذا قال تعالى : ( إنّما يخشى الله من عباده العلماء ) [1] ، فحتى الخشية ولعلّها من مراحل العصمة الأُولى أيضاً منشؤها العلم ، ولذا حصر الخشية لله من عباده بالعلماء كما هو ظاهر الآية ، وهذا تامٌّ لا غبار عليه . إلاّ أنّ قوله بعد ذلك : ( ومن هنا يظهر ان لهذه القوّة المسماة بقوّة العصمة سببٌ شعوري علمي غير مغلوب ألبتّة ) يوجب إرباكاً ، فهو يجعل قوّة العصمة : قوةً وسبباً شعورياً علمياً غير مغلوب . ثم نراه يقول أخيراً : ( فقد بان من جميع ما قدّمناه ان لهذه الموهبة التي نسميها قوّة العصمة نوعٌ من العلم والشعور يغاير سائر أنواع العلوم في انّه غير مغلوب لشيء من القوى الشعورية البتّة ) . فيُعرِّف العصمة بالعلم . بل في استطراد كلام له في موضع آخر يقول بصريح العبارة : ( العصمة الإلهية : التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الاِنسان من باطل الاعتقاد ، وسئّ العمل ) [2] . وللتحقيق في هذا مجالٌ آخر ، وإنّما كان قصدنا تذكير القارئ بذلك ليراجع مظانّه إن شاء . ولنتبرّك بذكر بعض معاني العصمة من كلام الإِمام الرضا عليه السلام : « إنّ الإِمامة خصَّ الله عزَّ وجلَّ بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة
[1] سورة فاطر : 35 / 28 . [2] الميزان / السيد الطباطبائي 16 : 312 .
18
نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18