تدري ما أحدثوا بعدك ، لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم - إشارة إلى قوله تعالى : ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ) [1] - فأقول كما قال العبد الصالح : ( كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [2] . قال رسول الله : بينما أنا قائم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراهم يخلص منهم إلا مثل همل النعم ، فأقول : أصحابي أصحابي ، فقيل : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : بعدا بعدا ، أو سحقا سحقا لمن بدل بعدي [3] . وإنا عندما أثبتنا على ضوء الكتاب والسنة القطعية وجود
[1] سورة آل عمران : 144 . [2] سورة المائدة : 117 - 118 . [3] مسند أحمد 1 / 389 ، 2 / 35 ، 6 / 33 ، صحيح البخاري 6 / 69 ، 8 / 148 ، 151 ، 9 / 58 ، صحيح مسلم 4 / 180 ، الموطأ 2 / 462 ، المستدرك 4 / 74 - 75 .