إذن ، لا علاقة للآية المباركة بالأفراد ، وإنما المقصود من الآية مجموع الأمة من حيث المجموع . الآية الثالثة : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ) [1] . أولا : هذه الآية مختصة بأهل بيعة الرضوان ، بيعة الشجرة ، ولا علاقة لها بسائر الصحابة ، فيكون الدليل أخص من المدعى . ثانيا : في الآية المباركة قيود ، في الآية رضا الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين ، الذين بايعوا ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) ، ثم إن هناك شرطا آخر وهو موجود في القرآن الكريم ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد . . . ) إلى آخر الآية [2] . قال المفسرون كابن كثير والزمخشري وغيرهما : إن رضوان الله وسكينته مشروطة بالوفاء بالعهد وعدم نكث العهد [3] .
[1] سورة الفتح : 18 . [2] سورة الفتح : 10 . [3] الكشاف 3 / 543 ، ابن كثير 4 / 199 .