نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 41
وقد أختلف في الصحابة الذين نزلت فيهم الآية ، فذهب ابن الصلاح وابن النجار إلى أن الآية شاملة لكل الصحابة ( 1 ) . وذهب آخرون إلى أن الآية خاصة بالذين آمنوا وعملوا الصالحات من الصحابة ، وإلى هذا الرأي أشار العلامة الطباطبائي بالقول : ( . . . ضمير " منهم " للذين معه ، و " من " للتبعيض على ما هو الظاهر المتبادر . . . ويفيد الكلام اشتراط المغفرة والأجر العظيم بالإيمان حدوثا وبقاء ، وعمل الصالحات ، فلو كان منهم من لم يؤمن أصلا كالمنافقين الذين لم يعرفوا بالنفاق . . . أو آمن أولا ثم أشرك وكفر . . . أو آمن ولم يعمل الصالحات ، لم يشمله وعد المغفرة والأجر العظيم . وقيل : إن " من " في الآية بيانية لا تبعيضية ، فتفيد شمول الوعد لجميع الذين معه ، وهو مدفوع . . . بأن " من " البيانية لا تدخل على الضمير مطلقا . . . ) ( 2 ) . والآية الكريمة نزلت في أصحاب بيعة الرضوان ومن شهد الحديبية ( 3 ) ، وتعميمها على الصحابة جميعا - حتى الذين أسلموا بعد صلح الحديبية - بحاجة إلى دليل . وأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذين كانوا معه والرحماء بينهم والأشداء على الكفار هم الذين شهدوا الحديبية ، أما غيرهم فكان باقيا على كفره
1 ) مقدمة ابن الصلاح : 427 . وشرح الكوكب المنير : 474 . 2 ) الميزان في تفسير القرآن 18 : 301 - 302 . 3 ) تفسير الماوردي 5 : 309 . وأسباب نزول القرآن ، للواحدي 397 . وأسباب النزول ، للسيوطي : 341 .
41
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 41