نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 24
والآية حتى لو كانت نازلة في مورد خاص إلا أن المفسرين وسعوا المفهوم ليشمل جميع الأمة الإسلامية كما يقول ابن كثير : ( والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه ) ( 1 ) . واختلف العلماء القراءة المشهورة - في تشخيص من تشمله الآية ، هل هو الأمة بأفرادها فردا فردا ؟ أي أن كل فرد من الأمة الإسلامية هو موصوف بالخيرية ، أو هو الأمة إجمالا ، أي بمجموعها دون النظر إلى الأفراد فردا فردا . فذهب جماعة إلى الرأي الأول ومنهم : الخطيب البغدادي ، وابن حجر العسقلاني ، وابن عبد البر القرطبي ، وابن الصلاح ، وابن النجار الحنبلي ( 2 ) . فالآية في نظرهم شاملة لجميع أفراد الأمة وهم الصحابة آنذاك ، فكل صحابي يتصف بالخيرية والعدالة ما دام يشهد الشهادتين . وذهب آخرون إلى الرأي الثاني ، وهو اتصاف مجموع الأمة بالخيرية دون النظر إلى الأفراد فردا فردا ، وقيدوا هذه الصفة بشرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا يتصف بالخيرية من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر ، سواء كان فردا أو أمة . قال الفخر الرازي : ( . . . المعنى أنكم كنتم في اللوح المحفوظ خير الأمم وأفضلهم ، فاللائق بهذا أن لا تبطلوا على أنفسكم هذه الفضيلة . . . وأن تكونوا منقادين مطيعين في كل ما يتوجه عليكم من التكاليف . . . والألف
1 ) تفسير القرآن العظيم 1 : 399 . 2 ) الكفاية في علم الرواية : 46 . الإصابة 1 : 6 . والاستيعاب 1 : 2 . ومقدمة ابن الصلاح : 427 . وشرح الكوكب المنير 2 : 274 .
24
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 24