responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 89


من بعدما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثمّ تاب عليهم إنّه بهم رؤوف رحيم ) ( 1 ) .
و لأجل إدراك معنى ومفاد الآيات الشريفة لا بُدّ من الالتفات إلى أنّ الآية الثانية المذكورة آنفاً من سورة النحل قد سبقتها الآيات التالية : ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلاّ من أُكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنّهم استحبّوا الحياة الدنيا على الآخرة وأنّ الله لا يهدي القوم الكافرين * أُولئك الّذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأُولئك هم الغافلون * لا جرم أنّهم في الآخرة هم الخاسرون * ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا . . . ) ( 2 ) .
ففي هذه الآيات المكّية دلالة على ظهور النفاق قبل الهجرة ، وأنّ هناك من المسلمين من يكفر بالله بلسانه بعد إسلامه مع انشراح صدره بذلك من دون إكراه ، بل حبّاً في الحياة الدنيوية الوادعة ، وأُولئك مطبوع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، وهم في غفلة عن الحقّ وهم الخاسرون ، وقيل : إنّها نزلت في عبد الله بن أبي سرح ( 3 ) ، من بني عامر بن لؤي ، لكنّ ظاهر لفظ الجمع في الآيات يعطي أنّها نزلت في مجموعة وفئة تطمع في الأغراض الدنيوية .
هذا ، مضافاً إلى ما تشير إليه سورة المدّثّر ، المكّية - رابع سورة نزلت - من وجود فئة الّذين في قلوبهم مرض في أوائل البعثة في صفوف المسلمين ، وتشير بقية السور إلى ملاحقة هذه الفئة وأهدافها وارتباطاتها بكلّ من الكفّار وأهل الكتاب ، فمن البيّن أنّ « الّذين هاجروا » في هذه السورة لا يراد به كلّ مكّي أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ; كيف ؟ ! وهي تقسّم المسلمين إلى فئة صالحة ، وأُخرى طالحة تنشرح بالكفر صدراً بعد الإيمان ، حبّاً في الدنيا ، مطبوع على قلوبها ، وكذلك سورة المدّثّر السابقة لها نزولا .
بل إنّ في الآية الأُولى المذكورة من هذه السورة تقييد الهجرة بكونها في الله ، لا


1 . التوبة / 117 . 2 . النحل / 106 - 110 . 3 . انظر مثلا : تفسير القرطبي 10 / 126 ، تفسير الدرّ المنثور 5 / 171 .

89

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست