نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 408
وقد عقد الشيخ الأميني ( قدس سره ) في الغدير فصلا عن الكنوز المكتنزة لدى أكابر الصحابة ، ك - : طلحة بن عبيد الله التيمي ، عبد الرحمن بن عوف الزهري ، زيد بن ثابت ، سعد بن أبي وقّاص قائد جيوش الفتوح ، والزبير ابن العوّام ، وغيرهم ك - : يعلى بن أُمية ، أبي سفيان ، مروان ، ومَن شاكلهم من بقية الطلقاء ( 1 ) . فقد كان طلحة يغلّ بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف ، ويغلّ بالسراة عشرة آلاف دينار ، وكان غلّته كلّ يوم ألف واف ، والوافي وزن الدينار ، وأنّه ترك ألفي ألف درهم - أي ميليوني درهم - ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار ، وذكرت أرقام كبيرة جدّاً لكلّ واحد منهم ; فلاحظ ما نقله الأميني عن مصادر السير والتواريخ العديدة من هذه الأرقام الدالّة على ثراء فاحش جدّاً ( 2 ) . وقد تقدّم الاعتراض على عمر في استعماله سعيد بن العاص ومعاوية وغيرهم من الطلقاء ، مع أنّ سعيد هذا يقول بأنّ : هذا السواد - العراق - بستان لأغيلمة من قريش . و اعترض شبل بن خالد عليهم : ما لكم يا معشر قريش ؟ ! أما فيكم صغير تريدون أن ينبل ، أو فقير تريدون غناه ، أو خامل تريدون التنويه باسمه ؟ ! علامَ أقطعتم هذا الأشعري - يعني أبا موسى - العراق يأكلها هضماً . وهذه النصوص تدلّ على مدى تحكّم الحزب القرشي الطليق في مقاليد الحكم أيام حكومة الشيخين فضلاً عن الثالث ، وأنّ الثلاثة ما كانوا إلاّ واجهة لتحكّم الحزب في مقاليد الأُمور ، وأنّ هذا الحزب هو الذي جاء بالثلاثة ضمن مخطّط أُعدّ بإتقان منذ أوائل البعثة النبوية . إنّ نظرة سريعة إلى الثروات المتكدّسة من الفتوحات توضّح معالم الأغراض وراءها ، والأُسلوب الممارس فيها ، المباين للنهج المرسوم في الكتاب والسُنّة النبويّة ، سيرةً و أقوالا .