responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 383


وصله من الكتاب - وقال : وليست لهم - أي الفرس - همّة إلاّ المدائن والكوفة ، ولئن وصلوا إلى ذلك فإنّها بليّة على الإسلام وثلمة لا تُسدّ أبداً ، وهذا يوم له ما بعده من الأيام ، فالله الله يا معشر المسلمين ! أشيروا علَيّ رحمكم الله . . .
فقام طلحة والزبير وأشاروا عليه أن يعمل برأيه وما يراه ، وقام عبد الرحمن بن عوف وأشار عليه بأن يخرج بنفسه ويخرجوا معه ، وقام عثمان بن عفّان وأشار عليه بما أشار ابن عوف ، وأن يأتيه أهل الشام من شامهم ، وأهل اليمن من يمنهم ، وأهل الحرمين ، وأهل المصرين : البصرة والكوفة ، فقال عمر : هذا أيضاً رأي يأخذ بالقلب ، أُريد غير هذا الرأي . قال : فسكت الناس ، والتفت عمر إلى عليّ ( عليه السلام ) فقال : يا أبا الحسن ! لم لا تشير بشيء كما أشار غيرك ؟ !
قال : فقال عليّ : يا أمير المؤمنين ! إنّك قد علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث نبيّه محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وليس معه ثان ، ولا له في الأرض من ناصر ، ولا له من عدوه مانع ، ثمّ لطف تبارك وتعالى بحوله وقوّته وطَوْله فجعل له أعواناً أعزّ بهم دينه ، وشدّ بهم أمره ، وقصم بهم كلّ جبّار عنيد ، وشيطان مريد ، وأرى مؤازريه وناصريه من الفتوح والظهور على الأعداء ما دام به سرورهم ، وقرّت به أعينهم ، وقد تكفّل الله تبارك وتعالى لأهل هذا الدين بالنصر والظفر والإعزاز ، والذي نصرهم مع نبيّهم وهم قليلون هو الذي ينصرهم اليوم إذ هم كثيرون ، وبعد . . فأبشر بنصر الله عزّ وجلّ الذي وعدك ، وكن على ثقة من ربّك ; فإنّه لا يخلف الميعاد ، وبعد . . فقد رأيت قوماً أشاروا عليك بمشورة بعد مشورة فلم تقبل ذلك منهم ، ولم يأخذ بقلبك شيء ممّا أشاروا به عليك ، لأنّ كلّ مشير إنّما يشير بما يدركه عقله .
وأُعلمك يا أمير المؤمنين إن كتبت إلى الشام أن يقبلوا إليك من شامهم لم تأمن من أن يأتي هرقل في جميع النصرانية فيغير على بلادهم ، ويهدم مساجدهم ، ويقتل رجالهم ، ويأخذ أموالهم ، ويسبي نساءهم و ذرّيّتهم . وإن كتبت إلى أهل اليمن أن يقبلوا من يمنهم أغارت الحبشة أيضاً على ديارهم ونسائهم وأموالهم وأولادهم . .

383

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست