نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 375
بكر بقتل المقاتلة وقسمة النساء والذرّيّة ، فقال له عمر ابن الخطّاب : « يا خليفة رسول الله ! إنّ القوم على دين الإسلام ، وذلك أنّي أراهم يحلفون بالله مجتهدين : ما كنّا رجعنا عن الإسلام . ولكن شحّوا على أموالهم » ( 1 ) ، والحقيقة أنّهم أبوا إمارة أبي بكر . وتظهر هذه الحقيقة التاريخية أيضاً من بكر بن وائل في البحرين ; إذ أنّ سبب تمرّدهم وردّتهم في قولهم لكسرى : « إنّه قد مضى ذلك الرجل الذي كانت قريش وسائر مضر يعتزّون به - يعنون بذلك الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - وقد قام من بعده خليفة له ، ضعيف البدن ضعيف الرأي » ( 2 ) . ويظهر أنّ سبب تمرّد وردّة بني أسد وغطفان وفزارة ، ومناصرتهم لطليحة بن خويلد الكذّاب هو ضعة أبي بكر ، وقولهم بعدم أهليّته للخلافة ; إذ نادوا : « لا نبايع أبا الفصيل - يعنون أبا بكر - » ( 3 ) ، وهذه التكنية تحقيراً لأبي بكر ، وإشارة إلى عمله في الجاهلية ، وهو الدلالة في بيع وشراء الإبل . هذه لمحة خاطفة تدلّل على أنّ تدبير الفتوحات وخططها لا تعزى إلى الثلاثة ! ! كيف ولا مراس لهم بالحروب وإدارتها وأُمور الجيوش ؟ ! وقد ولّى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليهم أُسامة بن زيد في جيش المسلمين لمحاربة الروم في آخر أيّام حياته ، وأنّ خطط الفتوح وتدبيرها راجعة إلى أسباب وعوامل أُخرى .
1 . كتاب الفتوح 1 / 59 . 2 . كتاب الفتوح 1 / 34 . 3 . كتاب الفتوح 1 / 14 .
375
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 375