نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 357
و أنّهم كانوا على خلطة قريبة من أزواج النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يا نساءَ النبيّ لستُنّ كأحد من النساء إن اتّقيْتُنّ فلا تخْضَعْنَ بالقول فيطمعَ الذي في قلبه مرض ) ( 1 ) . و أنّهم كانوا أهل جبن في الحروب : ( فإذا أُنزلت سورة مُحكمة وذكر فيها القتالُ رأيتَ الّذين في قلوبهم مرضٌ ينظرون إليك نظر المغشيّ عليه من الموت فأوْلى لهم ) ( 2 ) . وقد فسّر القرآن المرض الذي في قلوب هذه الفئة بأنّه : الضغينة وعداوة الحسد ; ففي تتمّة الآية السابقة : ( طاعةٌ وقولٌ معروف فإذا عزم الأمر فلو صَدَقوا اللهَ لكان خيراً لهم * فهل عسيْتُم إن تولّيْتُم أن تُفسدوا في الأرض وتُقطّعوا أرحامكم * أُولئك الّذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدّبرون القرآن أمْ على قلوب أقفالُها * إنّ الّذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشيطان سوّلَ لهم وأملى لهم * ذلك بأنّهم قالوا للّذين كرهوا ما نزّلَ الله سنُطيعُكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفّتْهم الملائكة يضرِبون وجوهَهم وأدبارَهم * ذلك بأنّهم اتّبعوا ما أسخط اللهَ وكرِهوا رِضْوانَه فأحْبَطَ أعمالهم * أمْ حَسِبَ الّذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يُخرِج اللهُ أضغانَهم * ولو نشاءُ لأرَيْناكَهم فلعرفْتَهم بسيماهُم ولتعرِفَنّهم في لحن القول ) ( 3 ) . فهذه الآيات تفصح عن علاقة هذه الفئة بالكفّار ، وأنّها سوف تتقلّد الأُمور وتتسلّط على رؤوس المسلمين ، وأنّ سيرتها الإفساد في الأرض ، نظير ما تنبّأت به الآيات في سورة البقرة : ( ومن الناس مَن يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهِدُ الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام * وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفسِدَ فيها ويُهلِك الحرْثَ والنسلَ والله لا يُحبّ الفساد * وإذا قيل له اتّقِ الله أخذتْهُ العزّةُ بالإثم فحسْبُهُ جهنّمُ ولبئس المِهاد ) ( 4 ) . و تجد في سورة البقرة 2 : 10 ، والتوبة 9 : 125 ، والحجّ 22 : 53 ، والنور 24 : 50 بقية الأدوار التي قاموا بها ، وفي : ( لئن لم ينْتهِ المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ
1 . الأحزاب / 32 . 2 . محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) / 20 . 3 . محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) / 21 - 30 . 4 . البقرة / 204 - 206 .
357
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 357