نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 300
وحصلت الفوضى ، وذلك بيّن واضح لمَن أمعن قراءة التاريخ الاجتماعي طوال الأربعة عشر قرناً . و من الآيات الدالّة على التولّي والتبرّي قوله تعالى : ( ترى كثيراً منهم يتولّون الّذين كفروا لبئسَ ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخِطَ اللهُ عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله وبالنبيّ وما أُنزِلَ إليه ما اتّخذوهم أولياءَ ولكنّ كثيراً منهم فاسقون * لتَجِدَنَّ أشدَّ الناس عداوةً للّذين آمنوا اليهودَ والّذين أشركوا ولتجِدنّ أقْرَبَهم مودّةً للّذين آمنوا الّذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسّيسينَ ورهباناً وأنّهم لا يستكبرون ) ( 1 ) . و هذه الآيات تقابل بين المودّة والعداوة ، والمودّة مقرّرة بين المؤمنين والعداوة مع الأعداء ، والولاء مع أهل الحقّ والقطيعة مع أهل الباطل ، وقد تكون الوظيفة حيثية أو نسبية بقدر ما عند الطرف الآخر من اتّباع للحقّ أو اتّباع للباطل . و مثل هذه الآيات طائفة أُخرى دالّة على اتّخاذ العداوة مع الأعداء : قوله تعالى : ( مَن كان عدوّاً لله وملائكته ورسلِهِ وجبريلَ وميكالَ فإنّ اللهَ عدوٌّ للكافرين ) ( 2 ) . و قال تعالى على لسان إبراهيم : ( قال أفرأيْتُم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنّهم عدوٌّ لي إلاّ ربَّ العالمين ) ( 3 ) . و قال تعالى : ( وإذا رأيْتَهم تُعْجِبُكَ أجسامُهم وإن يقولوا تسمعْ لقولهم كأنّهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبون كلّ صيحة عليْهِم همُ العدوُّ فاحْذَرْهُم قاتَلَهم اللهُ أنّى يُؤْفَكون ) ( 4 ) . و قال تعالى : ( إنّ الشيطان لكم عدوٌّ فاتّخِذوهُ عدوّاً إنّما يدعو حزبَهُ ليكونوا من أصحاب السعير ) ( 5 ) .