نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 294
أمّا كشف الحقائق فإنّه ضروري لتكوين رؤية واقعية صادقة ، ولإستخلاص العبر والمنهاج وإلاّ كانت البصيرة زائفة ، وفي هذا المجال لا معنى لطمس ورقة من الحقيقة بذريعة تحاشي الطعن على الآخرين . أمّا الطعن على الآخرين : فهو إمّا أن يكون كاذباً غير مطابق للواقع ، أو مطابقاً إلاّ أنّه غير هادف وناشئ عن دواعي متدنّية . إذا اتّضحت مفاهيم جملة من العناوين المتداولة في البحث فاللازم بيان حكم كلّ منها . الوحدة والتولّي والتبرّي أمّا فريضة التبرّي من أهل الباطل والضلال من ذوي العناد فيدلّ عليه قوله تعالى : ( لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّونَ من حادَّ اللهَ ورسولَهُ ولو كانوا آباءَهم أو أبناءَهم أو إخوانَهم أو عشيرتَهم أُولئك كتب في قلوبِهِمُ الإيمانَ وأيّدهم بروح منه ) ( 1 ) . و قوله تعالى : ( يا أّيُها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياءَ تُلْقونَ إليهم بالمودّة وقد كفروا بما جاءَكم من الحقّ يُخرِجون الرسولَ وإيّاكم أن تؤمنوا بالله ربِّكم إن كنتم خرجْتم جهاداً في سبيلي وابتغاءَ مرضاتي تُسِرّونَ إليهم بالمودّة وأنا أعلم بما أخْفَيْتم وما أعْلَنْتم ومن يفعلْهُ منكم فقد ضلّ سواءَ السبيل ) ( 2 ) . و قوله تعالى : ( قد كانت لكم أُسْوةٌ حسنةٌ في إبراهيمَ والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآءُ منكم وممّا تعبُدونَ من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينَكُمُ العداوةُ والبغضاءُ أبداً حتّى تؤمنوا بالله وحْدَهُ . . . لقد كان لكم فيهم أُسْوةٌ حسنةٌ لمَن كان يرجو اللهَ واليومَ الآخِرَ ومَن يتولَّ فإنّ اللهَ هوَ الغنيُّ الحميد ) ( 3 ) .