نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 285
مسألة . ثمّ قال أبو حنيفة : أليس قد روينا أنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ( 1 ) . فها أنّك ترى أنّ أبا حنيفة يستخدمه الخليفة العبّاسي آلة طيّعة ليقابل تنامي نفوذ الإمام الصادق ( عليه السلام ) في المسلمين ، ومثله الحال في بقية فقهائهم . قال الحافظ ابن عبد البرّ : إنّ محمّد بن سعد قال : سمعت مالك ابن أنس يقول : لمّا حجّ أبو جعفر المنصور دعاني ، فدخلت عليه فحادثته ، وسألني فأجبته ، فقال : إنّي عزمت أن آمر بكتبك هذه التي وضعت ( يعني الموطّأ ) فتنسخ نسخاً ثمّ أبعث إلى كلّ مصر من أمصار المسلمين منها نسخة ، وآمرهم أن يعملوا بما فيها ولا يتعدّوها إلى غيرها ! فإنّي رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم ( 2 ) . و قد ذكر هذه الحادثة ابن قتيبة الدينوري ، وذكر دخول أكثر فقهاء العامّة على المنصور ، كسفيان الثوري ، وابن أبي ذؤيب ، وابن سمعان ، وأنّ المنصور خطب فيهم ثمّ قسّم عليهم أموالا ، وأنّ بعضهم أخذها ، ومنهم مالك ، وأنّ المهدي العبّاسي أمر لمالك بأربعة آلاف دينار مكافأة على كتابه الموطّأ ، ولابنه بألف دينار ، وأنّ هارون بالغ في الحفاوة به أيضاً ( 3 ) . فبدون ولاية وطاعة المعصوم لا سبيل للنجاة من الفُرقة ; إذ الأهواء المتّبعة مدعاة للفُرقة ، والجهل والجهالات المتفشّية هي الأُخرى موجبة لاختلاف القول والرأي ، وبالتالي اختلاف الكلمة . و توحيد الكلمة الذي هو مظهر التوحيد الإلهي لا يتحقّق إلاّ بإمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) ; و ذلك لأنّ توحيد الله تعالى على مقامات ومواطن ، فمنه توحيد الذات و الصفات والأفعال ، والتوحيد في العبادة بالإخلاص ، والتوحيد في التشريع وهو النبوّة ، و