نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 281
فذكر تعالى أنّ للقرآن وجوداً علوياً غيبياً غير ما تنزّل منه ، لا يصل إلى حقيقته وحقائق ذلك الوجود غير المطهّرين - بصيغة الجمع - من هذه الأُمّة ، وهم الموصوفون بالطهارة في قوله تعالى : ( إنّما يريد اللهُ لِيُذْهِبَ عنكمُ الرجسَ أهلَ البيتِ ويُطهّرَكم تطهيراً ) ( 1 ) . و كذلك قال تعالى : ( ويومَ نبعثُ في كلّ أُمّة شهيداً عليهم من أنفسِهم وجئنا بكَ شهيداً على هؤلاء ونزّلنا علينا الكتابَ تبياناً لكلّ شيء وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين ) ( 2 ) . و قد اعترف الفخر الرازي - وإن لم تكن أهمّية لاعترافه فأهمّية القرآن ذاتية - أنّ الآية دالّة على وجود شخص في زمن لا يزل ولا يخطأ يكون شاهداً على أُمّة كلّ قرن ( 3 ) ، و إلاّ فكيف يكون شاهداً وهو مشهود عليه بالذنب أو الضلالة ; كما تبيّن الآية من سورة العنكبوت : ( بل هوَ - أي الكتاب أو القرآن - آياتٌ بيناتٌ في صدور الّذين أُوتوا العلمَ وما يجحدَ بآياتنا إلاّ الظالمون ) ( 4 ) ومثله قوله تعالى في سورة الرعد : ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينَكم ومَن عندَهُ علمُ الكتاب ) ( 5 ) وغيرها من آيات الثقلين وأنّهما مقترنان معاً لا يفترقان . والحاصل أنّ آية الاعتصام تنبّأ بملحمة مهمّة ، وهي : أنّ ضعف وذلّ هذه الأُمّة لفرقتها لا يزول بغير الاعتصام بحبل الله ، وهما الثقلان : الكتاب والعترة ، وبذلك تتحقّق الوحدة . وقد أشارت الصدّيقة الزهراء ( عليها السلام ) بنت المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى هذه الملحمة القرآنية في خطبتها : فجعل الإيمان تطهيراً لكم من الشرك . . . وطاعتنا نظاماً للملّة وإمامتنا أماناً
1 . الأحزاب / 33 . 2 . النحل / 89 . 3 . انظر : التفسير الكبير - ذيل الآية 89 من سورة النحل . 4 . العنكبوت / 49 . 5 . الرعد / 43 .
281
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 281