نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 187
سبيلا ) ( 1 ) ، أي : أنّ الأجر الذي سأله النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو المودّة في القربى هو اتخاذ السبيل إلى الربّ تعالى ، فنفع المودّة عائد للأُمّة نفسها لا للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذْ المودّة تتخذ سبيلاً للهداية إلى الله تعالى ، فمودّة علي وفاطمة وابناهما هداية ، وهم السبيل إليه تعالى . و يتحصّل من ذلك : تطابق آية المودّة مع حديث الثقلين وحديث السفينة و غيرها من الآيات والأحاديث في أصحاب الكساء . مفاد آية المودة إنّ التأمّل والتدبّر في ألفاظ الآية يرشدنا إلى ما أشارت إليه الآيتان الأُخريان من كون المودّة في القربى مصلحة عامّة للأُمّة وسبيل هداية ، وأنّ هذه الفريضة التي أمر الله تعالى نبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتبليغها للأُمّة هي من عظائم الفرائض وأركانها ; وذلك لأنّ المودّة جعلت أجراً معادلاً لكلّ الرسالة ومن البين أنّ تبليغ الرسالة اشتمل على تبليغ التوحيد والمعاد و الإقرار والايمان بالنبوّة وغير ذلك من الأُصول الاعتقادية ، فضلاً عن بقية أركان الدين ، ومقتضى المعادلة بين الأجر والمعوض كون هذه الفريضة من أركان الدين . و في حديث الرضا ( عليه السلام ) في مجلس المأمون عن آية المودّة : وهذه خصوصية للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى يوم القيامة وخصوصية للآل دون غيرهم ، وذلك أن الله عزّ وجلّ حكى ذكر نوح في كتابه : ( ويا قوم لا أسألكم عليه مالاً إنْ أجري إلاّ على الله وما أنا بطارد الّذين آمنوا إنّهم ملاقوا ربّهم ولكنّي أراكم قوماً تجهلون ) ( 2 ) و حكى عزّ وجلّ عن هود أنّه قال : ( ويا قوم لا أسألكم عليه أجراً إنّ أجري إلاّ على الذي فطرني أفلا تعقلون ) ( 3 ) وقال عزّ وجلّ لنبيّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا محمّد ! ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ومن يقترف حسنةً نزد له
1 . الفرقان / 57 . 2 . هود / 29 . 3 . هود / 51 .
187
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 187