نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 169
من أحبّ الناس إليه : « لو أحبّني جبل لتهافت » ( 1 ) . و سهل بن حنيف صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كان بدرياً ، و شهد مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حروبه كلّها ، وكان من النقباء ( 2 ) . 10 . وقال لمّا بلغه نعي مالك الأشتر : « لله درّ مالك ، وما مالك ! والله لو كان جبلا لكان فِنْداً ، ولو كان حجراً لكان صلداً ، لا يرتقيه الحافر ، ولا يوفي عليه الطائر . أمَا والله ليهدّنّ موتك عالماً وليفرحنّ عالماً ، فهل مرجوٌّ كمالك ؟ ! وهل قامت النساء عن مثل مالك ؟ ! فعلى مثله فلتبكِ البواكي . إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين ، اللّهمّ إنّي أحتسبه عندك ، فإنّ موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكاً ، فقد وفى بعهده ، وقضى نحبه ، ولقي ربّه ، مع إنّا قد وطّنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنّها أعظم المصيبات » ( 3 ) . و قال عنه أيضاً : « لا ينام أيّام الخوف ، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع ، حذّار الدوائر ، أشدّ على الفجّار من حريق النار ، وأبعد الناس من دنس أو عار ، وهو مالك بن الحارث أخو مَذْحِج . . . فإنّه سيف من سيوف الله ، لا كليل الظُبَة ، ولا نابي الضريبة » ( 4 ) . 11 . و قال في كتاب له إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي - ابن أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة ، وهي التي أرسلته لنصرة الأمير في الجمل - واليه على البحرين : « ولعمري لقد أحسنت الولاية ، وأدّيت الأمانة ، فأقبِل غير ظنين ولا ملوم ، ولا متّهم ولا مأثوم ، فلقد أردتُ المسير إلى ظَلَمة أهل الشام وبقية الأحزاب ، وأحببت أن تشهد معي لقاءهم ، فإنّك ممّن أستظهر به على جهاد العدوّ و نصر الهدى وإقامة عمود الدين إن شاء الله » ( 5 ) . 12 . و نظيره ما قاله ( عليه السلام ) لمخنف بن سليم الأزدي ، عامله على أصبهان ( 6 ) .