نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 150
بكر وعمر وعثمان وبقيّة الصحابة من قريش ممّن اجتمع في السقيفة أو الأنصار ثباتاً في حرب ، كيوم حنين وغيرها ; فأهل بيت النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هم أنصح وأطوع وأصبر لله و لرسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) و هم مع ذلك أقرب للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأحقّ الناس بخلافته . و قال ( عليه السلام ) في كتاب آخر له إلى معاوية - جواباً على كتابه الذي ذكر فيه اصطفاء الله تعالى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لدينه ، وتأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه - : فلقد خبّأ لنا الدهر منك عجباً ; إذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى عندنا ، ونعمته علينا في نبيّنا محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هجر ، أو داعي مُسدّدِه إلى النضال . . و زعمت أنّ أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان ، فذكرتَ أمراً إنْ تمّ اعتزلك كلّه ، وإنْ نقص لم يلحقك ثلمه . و ما أنت يا بن هند والفاضل والمفضول ، والسائس والمسوس ؟ ! وما للطلقاء وأبناء الطلقاء ، والأحزاب وأبناء الأحزاب ، والتمييز بين المهاجرين الأوّلين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم ؟ ! هيهات ، لقد حنّ قدح ليس منها ، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها ! ألا تربع - أيّها الإنسان - على ظَلْعِك ، وتعرف قصور ذرعك ، وتتأخّر حيث أخّرك القدر ؟ ! فما عليك غلبة المغلوب ، ولا لك ظفر الظافر ، وإنّك لذهّاب في التيه ، روّاغ عن القصد . ألا ترى - غير مُخبِر لك ، ولكن بنعمة الله أُحدّث - أنّنا قد فزنا على جميع المهاجرين كفوز نبيّنا محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على سائر النبيّين ؟ ! أَوَلا ترى أنّ قوماً استشهدوا في سبيل الله تعالى من المهاجرين والأنصار ولكلّ فضل ، حتّى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيّد الشهداء ، وخصّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه ، ووضعه بيده في قبره ؟ ! أَوَلا ترى أنّ قوماً قُطّعت أيديهم في سبيل الله ولكلّ فضل ، حتّى إذا فُعل بواحد ناما فُعل بواحدهم قيل : الطيّار في الجنّة وذو الجناحين ؟ ! أَوَلا ترى أنّ مسلمنا قد بان في إسلامه كما بان جاهلنا في جاهليّته ، حتّى
150
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 150