نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 96
التشيع في ثلاث مراحل قدمنا في الصفحات السابقة أن قول النبي ( ص ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " هو السبب الأول لقول من قال بأحقية علي بالخلافة ، وأن قوله " علي مع الحق والحق مع علي " سبب للقول بعصمته ، وأن قوله " يخرج المهدي ويملأ الأرض قسطا وعدلا " سبب للقول بالمهدي المنتظر ، حيث لا يسع المسلم بما هو مسلم أن يتجاهل أقوال نبيه الكريم التي رواها الثقات ، وأثبتها أصحاب الصحاح في صحاحهم . ولكن هذه الأحاديث ، وما إليها لا تأتي ثمارها ، ولا تعمل عملها بدون دعاة وحماة يبينونها للناس ، ويعملون على بثها ونشرها . فمن هم الذين دعوا إلى التشيع ؟ وما هي الأساليب التي استعملوها لبثه ونشره ؟ والجواب عن هذا السؤال يستوعب كتابا ضخما ، لأن رواد التشيع والذابون عنه لا يبلغهم الاحصاء ، ولكن نستطيع أن نقسم الدعوة إلى التشيع باعتبار الأدلة التي كان يعتمدها الدعاة إلى ثلاثة أدوار : ويبدأ الدور الأول بوفاة الرسول ( ص ) ، وينتهي بانتهاء العصر الأموي . ويبدأ الثاني بعهد الإمام الصادق ، أي بأول العهد العباسي . ويمتد إلى عصر الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه ، وينتهي هذا الدور بالعلامة الحلي ( ت 726 ه ) الذي وضع أجوبة الشبهات ونقضها بشتى أنواعها في وضعها النهائي ، ولم يدع فيها زيادة لمن جاء بعده ، ونذكر من كل دور أفرادا - على سبيل المثال لا الحصر - كان لهم الأثر البالغ في بث التشيع ونشره . الدور الأول : إن انتشار الإسلام وامتداده إلى شرق الأرض وغربها لا يستند إلى الفتوحات
96
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 96