نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 76
واستحل شيئا من المحرمات الضرورية ، كالخمر والزنا والسرقة والقمار والكذب وقتل النفس المحرمة ، وما إلى ذاك مما ثبت بضرورة الدين ، واتفقت عليه كلمة المسلمين فليس بمسلم ، حتى ولو قال : " لا له إلا الله محمد رسول الله " ، لأن إنكار شئ ممن هذا النوع يستدعي إنكار نبوة محمد وشريعته ، وهذه هي المبادئ التي تجمع فرق المسلمين على كثرتهم وتنوع آرائهم . ثم اختلف السنة [1] والشيعة في أمور ، منها ما يتصل بالعقيدة ، ومنها يتصل بمبادئ التشريع ، فمن الأولى : معرفة الله : 1 - بعد أن اتفق الإمامية والسنة على أن معرفة الله واجبة على كل إنسان ، بمعنى أن عليه أن يبحث ، وينظر إلى الدلائل التي تؤدي به إلى الجزم واليقين بوجود الخالق اختلفوا في مصدر هذا الوجوب : هل هو العقل أو الشرع ؟ قال الإمامية : إن معرفة الله تجب بالعقل ، لا بالشرع ، أي إن العقل هو الذي أوجب على الإنسان أن يعرف خالقه ، أما ما جاء في الشرع من هذا الباب كقوله تعالى " فاعلم أنه لا إله إلا هو فهو بيان وتأكيد لحكم العقل ، وليس تأسيسا جديدا من الشارع . وقال السنة : بل تجب المعرفة بالشرع لا بالعقل ، أي أن الله وحده هو الذي أوجب على الناس أن يعرفوه . رؤية الله : 2 - قال بعض السنة : رؤية الله ممكنة في الدنيا والآخرة ، والبعض قال بإمكانها في الآخرة فقط ، بل قال الحنابلة : إنه جسم ، ولكن لا كالأجسام . وقال الإمامية : إن رؤية الله محال وغير ممكنة لا في الدنيا ولا في الآخرة . صفات الباري : 3 - قال السنة : إن صفات الله غير ذاته . وقال الإمامية : بل هي عينها .
[1] نريد من السنة الأشاعرة ، لأن السنة الموجودين الآن كلهم أتباع أبي الحسن الأشعري .
76
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 76