نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 42
علوم الإمام هل يعتقد الشيعة أن أئمتهم يعلمون كل شئ ، حتى الصناعات واللغات ؟ ثم هل علوم الأئمة ومعارفهم في عقيدة الشيعة ، كعلوم سائر الناس ومعارفهم ، أو هي وحي ، أو إلهام وما أشبه ؟ ولست أعرف مسألة ضلت فيها الأقلام ، حتى أقلام بعض الإمامية أكثر من هذه المسألة . مع أنها ليست من المسائل الغيبية ، ولا المشاكل النظرية . وذكرنا في فصل سابق أن الحديث عن عقيدة طائفة من الطوائف لا يكون صادقا ، ولا ملزما لها إلا إذا اعتمدت على أقوال الأئمة ، والعلماء المؤسسين الذين يمثلونها حقا ، لذلك اعتمدنا في هذا البحث على أقوال الأئمة الأطهار ، والشيوخ الكبار ، كالمفيد والمرتضى والخواجا نصير الدين الطوسي ، ومن إليهم أمانة وعلما . قال الشريف المرتضى في الشافي ص 188 ما نصه بالحرف : " معاذ الله أن نوجب للإمام من العلوم إلا ما تقتضيه ولايته ، وأسند إليه من الأحكام الشرعية ، وعلم الغيب خارج عن هذا " . وقال في ص 189 : " لا يجب أن يعلم الإمام بالحرف والمهن والصناعات ، وما إلى ذاك مما لا تعلق له بالشريعة . إن هذه يرجع فيها إلى أربابها ، وإن الإمام يجب أن يعلم الأحكام ، ويستقل بعلمه بها ، ولا يحتاج إلى غيره في معرفتها ، لأنه ولي إقامتها ، وتنفيذها " . وقال الطوسي في " تلخيص الشافي " المطبوع مع الكتاب المذكور ص 321 : " يجب أن يكون الإمام عالما بما يلزم الحكم فيه ، ولا يجب أن يكون عالما بما لا يتعلق بنظره " كالشؤون التي لا تخصه ولا يرجع إليه فيها . وهذا يتفق تماما مع قول الشيعة الإمامية بأن الإمام عبد من عبيد الله ، وبشر
42
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 42