نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 350
فوائد الصوم * اعتاد فريق أن يكتبوا في كل سنة عن فوائد الصوم في عدد رمضان من مجلة العرفان الغراء ، ونحن إذ نشكر العرفان التقية السخية ، ولهذا الفريق حسن النية ، نرجو إلا يكتب أحد في هذه السنة وفي السنين التالية الشئ الذي كان قد كتب في الأجيال الخالية ، إن ما ينشرونه في كل عام ، هو تكرار لما قيل وسطر من مئات الأعوام . قالوا : إن فائدة الصوم تنقية المعدة ، وفائدة الوضوء النظافة وفائدة الصلاة الرياضة ، وأنا أستغفر الله تعالى عن إخواني الأفاضل من هذا التعليل والتحليل ، إن تناول حبة واحدة من الصيدلية لا تدع في المعدة كبيرة ولا صغيرة ، وإن الغسل بالماء الساخن والصابون يغني عن عشرين وضوءا من حيث النظافة ، وإن حركة رياضية فنية تغني عن ألف ركعة من حيث الرياضة . إن العبادة صلة خاصة بين العبد وربه ، وفائدتها أخروية محضة ، فلا يسوغ تفسيرها بأشياء دنيوية ، ولا صلة لها بهذه الحياة سوى إظهار العبودية ، والانقياد التام ، والطاعة العمياء لله سبحانه ، فكل ما يعود إلى العبادة يجب التسليم به من غير قيد ولا شرط ، وقول كيف ولماذا ؟ عقوق ، وهذا معنى قول الفقهاء إن العبادة من الأمور التوقيفية ، أي يجب الوقوف منها عند أمر الله تعالى . أما حديث " صوموا تصحوا " فلعله جواب لمن يزعم أن الصوم يمرض الصحيح ، لا إنه يصحح المريض ، ولهذا يحرم الصوم على المريض مع الضرر ،
* نشر في العرفان أيار 1952 .
350
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 350