responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 343


الأخصائيون ، فلم يكتف الإمام بتعداد المساوئ ، وإضافة كل سيئه إلى نتيجتها الطبيعة التي تنفك عنها بحال ، وإنما علم الإنسان كيف يتصل بخالقه رأسا ومن غير واسطة ، وكيف يخلد إلى ضميره ووجدانه ، ويعكف على نفسه فيهذبها ويجرد منها وازعا يقف سدا بينها وبين شهواتها واندفاعاتها ، متجها بها إلى الخير والكمال ، ناهجا منهج السعادة والفضيلة .
على هذا الأساس ، أساس الشعور بالله وبالخير المطلق ، والتجرد من الشهوات والأهواء وتهذيب الأخلاق والطباع ، وتثقيف العقول والمواهب . على هذا الأساس أراد أئمة الشيعة أن يقيموا بنيان الإنسانية لتسيطر المحبة والعدالة ، ويعم الأمن والسلام .
وقعت البشرية في أشد مما هي فيه اليوم من الجهل والعدوان ، وإفشاء الرذيلة والفحشاء ، ولم تنشلها من تلك الهوة السحيقة العميقة القنابل والطائرات ، إن هذه تزيد المشاكل تعقدا وتقف حجرة عثرة في سبيل الصلاح والاصلاح لأن الأدواء والأوباء لا تعالج بإيجاد أسبابها الباعثة على نموها وانتشار . لقد وقع العالم في شر مما هو فيه الآن ، فكان خلاصه على يد الرسل الأنبياء ، رسل الرحمة والسلام ، وأنبياء الإنسانية والعدالة ، إن إحياء روح الفضيلة في النفوس هي السبيل الوحيدة الموصلة إلى الراحة وحسن العاقبة والسعادة في الدنيا والآخرة .
ليس الغرض من هذه الأوراد التقرب إلى سبحانه بتلاوتها وترديد ألفاظها ، وإنما القصد أن نتفهم معانيها ومغازيها ، فتغمر بها نفوسنا ، ويستغرق بها تفكيرنا ، لنعمل جاهدين معتقدين أن من ورائنا قوة خفية تراقب وتحاسب ، فتعين المخلص على جهاده ، وتمهد له سبيل النجاح ، وتشجعه على المضي والنشاط :
" ربي قو على خدمتك جوارحي ، واشدد على العزيمة جوانحي وهب لي الجد في خشيتك ، والدوام في الاتصال بخدمتك ، حتى أسرع إليك في ميادين السابقين ، وأشتاق إلى قربك في المشتاقين ، وأدنو منك دنو المخلصين ، وأخافك مخافة الموقنين " .
وهل القرب من الله غير الجهاد في سبيل الصالح العام ؟ وهل السباق في ميادين الله غير المسارعة إلى الفضائل والخيرات ؟ وهل الاتصال بخدمة الله غير المثابرة

343

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست