responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 341


المناجاة * لقد بذل الأئمة الهداة ( ع ) أقصى ما لديهم من جهد ليخلقوا شيعتهم بأخلاقهم ، ويقصدوا بهم قصدهم ، وسلكوا لذلك كل سبيل ، ولم يقتصروا على إلقاء الخطب والمواعظ ، والدروس والمحاضرات ، وضرب الأمثال والحكم ، وإيراد القصص والحكايات ، بل أوجدوا لهم آثارا أخرى من غير هذا النوع ، وغير الأساليب المألوفة في فن التربية الحديثة ودور المعلمين والمعلمات وعنوا بها عناية خاصة ، لأنها أجدى وأبلغ في التأثير والتهذيب .
وقد اصطلح الشيعة على تسمية تلك الآثار التي لا يقدر قدرها إلا من فتح الله عليه باب علمه وهدايته ، اصطلحوا على تسميتها بالأدعية والزيارات ، ولكنها في واقع الأمر إشراق إلهي يكمل ما في النفس البشرية من نقص ، ويطهر ما فيها من رجس ، ويصلح ما فيها من فساد ، هي وحي ما في ذلك شك ، ولكنها وحي المحبة والاخلاص ، وفيض الضمير والوجدان الحي أراد أئمة الشيعة أن يجردوا من كل نفس رقيبا ملازما لها في السر والعلانية مسيطرا عليها سيطرة السيد على عبده والقائد على جنده يقربها من الطاعة ويبعدها عن المعصية ، فنسوا لاتباعهم أدعية ومناجاة رتبوها على الأيام والأوقات ، وأمروهم بتكرارها ومعاودتها حتى تصبح لهم طبيعة ثانية : فدعاء للصباح ، وآخر للمساء ، وفي كل يوم من أيام الشهر ، وفي كل ليلة من ليالي الجمعة دعاء خاص ، ولكل من رجب وشعبان ورمضان ولياليه عشية وسحرا وأيامه ظهرا وعصرا أدعية معينة ، وأودعوا هذه


* نشر في العرفان أيار 1950 بعنوان القرآن رقم 2 عند الإمامية ، وأبدلت العنوان هنا ، لأن جماعة من الأفاضل انتقدوه .

341

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست