responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 201


والإطاحة بسعادة الآخرين الا منطق الذئاب ، واما منطق الانسان فيبتني على العقل والعلم فحسب .
ان منطق العقل ، والالتفات إلى واقعنا ، يدعونا إلى اتباع الحق ، لا اتباع هوى النفس ، ان أنواع الشهوات وحب الذات والأنانية ، تعتبر حسب منطق العقل الانساني جزء من عالم الطبيعة وليس لها أي استقلال ، وعلى خلاف ما يتصوره الانسان من أنه هو الحاكم للطبيعة والكون ، ويظن ان الطبيعة الطاغية يجب ان تكون أداة طيعة له .
ان منطق العقل يدعو الانسان إلى التفكر والتعمق في هذه الحياة الغابرة كي يتضح ان الوجود وما فيه لم يكن ليوجد من تلقاء نفسه ، بل إن الكون وما فيه يستلهم وجوده من منبع ومصدر غير متناه .
ولكي يظهر جليا فان الجمال والقبح والكائنات الأرضية والسماوية والتي تظهر بصورها الواقعية المستقلة في نظر الانسان ، ما هي الا واقعيات تظهر إلى الوجود بوجود واقعيات أخرى ، وما ظهورها الا ظهور تلك الواقعيات وليست واقعيتها من أنفسها ، وكما أن الواقعيات والقدرات العظيمة التي كانت تتمتع بالوجود أمس لم تصبح الا أسطورة ، فكذلك الواقعيات اليوم أيضا ، والنتيجة ان كل شئ في حدوده وعند نفسه لا يتجاوز الأسطورة ؟ .
ان الله جل وعلا هو الواقعية التي لا تزول ، وكل ما في الوجود يستمد وجوده منه ، ولولا وجود الله لما ظهرت هي إلى الوجود .
وعندما يتسلح الانسان بهذه المعرفة ، عندئذ لا يشاهد وجوده أكثر من فقاعة ، فيرى ببصيرته ان العالم والعالمين ، يرتكزان على وجود غير محدود ، وغير متناه من حيث الحياة والقدرة والعلم والكمال المطلق ، وما ظهور الانسان وسائر ظواهر العالم الا نوافذ شتى ، وكل حسب امكاناته يدل على العالم الأخروي وما وراء الطبيعة .

201

نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : السيد محمد حسين الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست