المرحلة ، ولم لم تتحقق هذه الأمنية في الخارج ، لما منى الانسان نفسه بهذه الأمنية . فلو لم يكن هناك غذاء لم يكن هناك جوع ، وإذا لم يكن هناك ماء ، لم يكن عطش وإذا لم يكن تناسل ، لم تكن علاقة جنسية . فعلى هذا وبحكم الضرورة ( الجبر ) فان مستقبل العالم سيكشف عن يوم ، يهيمن فيه العدل والقسط على المجتمع البشري ، ويتعايش أبناء العالم في صلح وصفاء ومودة ومحبة ، تسودهم الفضيلة والكمال . وطبيعي ان استقرار مثل هذه الحالة بيد الانسان نفسه ، والقائد لمثل هذا المجتمع سيكون منجي العالم البشري ، وعلى حد تعبير الروايات سيكون ( المهدي ) . ونجد الأديان والمذاهب المختلفة القائمة في العالم مثل الوثنية ، واليهودية والمسيحية والمجوسية والاسلام تبشر بمصلح ومنج للبشرية ، وان اختلف في تصوره وما حديث النبي الكريم ( ص ) ، المتفق عليه ( المهدي من ولدي ) الا إشارة إلى هذا المعنى . 10 . بحث في ظهور المهدي ( عج ) من وجهة نظر الخاصة الشيعة في الاسلام فضلا عن الروايات المتزايدة عن طريق العامة والخاصة ، والتي تروى عن النبي الأكرم ( ص ) وأئمة أهل البيت ( ع ) في ظهور المهدي ( ع ) وأنه من سلالة النبي ( ص ) ، ومع ظهوره ، سيؤدي بالمجتمع البشري إلى كماله الواقعي والحقيقي ، وسيمنحها الحياة المعنوية 1 ، فان هناك روايات متضافرة
( 1 ) وعلى سبيل المثال قال أبو جعفر ( ع ) : إذا قام قائمنا ، وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم وكملت به أحلامهم ، بحار الأنوار ج 52 صفحة 328 و 326 . قال أبو عبد الله ( ع ) : العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسول حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فإذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس ، وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا بحار الأنوار ج 52 صفحة 336 .