ألفا ، والثاني الحسين نهض بجيشه الذي يتراوح عدده الأربعين في القتال مع يزيد ، ومن هنا يتضح سقم هذا التفسير ، لأننا نرى الحسين ( ع ) الذي لم يرضخ تحت حكم يزيد يوما واحدا ، كان يعيش مع أخيه الحسن ( ع ) ( في حدود العشر سنوات في حكم معاوية ) ولم يعلن الحرب على معاوية ، ومما لا شك فيه ، ان الحسن أو الحسين إذا كانا يريدان الحرب مع معاوية لكان القتل نصيبهما ، فضلا من أن هذا القتل لا ينفع الاسلام والمسلمين بشئ ، ولم يجد أي نفع امام سياسة معاوية ، الذي كان يصف نفسه بالصحابي وكاتب الوحي وخال المؤمنين ، وما شابه ذلك مما اتخذه كوسيلة وذريعة . هذا وكان بامكانه أن يقتلهم بأيادي مقربيهم ، ويبدي حزنه ، والانتقام ممن قام بهذا العمل كما فعله مع الخليفة الثالث . الامام الرابع الإمام السجاد ( علي بن الحسين الملقب بزين العابدين والسجاد ) . ولد الامام الرابع ، من شاه زنان بنت يزيد جرد ملك إيران ، وهو الولد الوحيد الذي بقى للامام الثالث بعد واقعة كربلاء ، إذ أن أخوته الثلاثة استشهدوا فيها . وقد شهد الواقعة ، ولكنه لم يشارك فيها لمرضه ، ولم يكن قادرا على حمل السلاح ، فحمل مع الأسرى ( الحرم ) إلى الشام . وبعد ان قضى فترة الأسر ، أرجع مع سائر الأسرى إلى المدينة ، وما ذلك الا لجلب رضى عامة الناس ، عندما رجع الامام الرابع إلى المدينة ، اعتزل الناس في بيته ، وتفرغ للعبادة ، ولم يتصل بأحد سوى الخواص من الصحابة مثل ( أبي حمزة الثمالي ) و ( أبي خالد الكابلي ) وأمثالهم ، ولا يخفى ان هؤلاء الخاصة كانوا يوصلون ما يصلهم من الامام من معارف اسلامية إلى الشيعة واتسع نطاق ثقافة الشيعة عن هذا الطريق ، فنرى ثماره في زمن الامام الخامس .