الآية المذكورة . وصفوة القول ، ان أعداء الاسلام الذين طالما حاولوا الإطاحة بالاسلام وقيمه ، وتناولوا شتى الوسائل لهذا الغرض ، باءت محاولاتهم هذه بالفشل ، وقد خيم اليأس عليهم ، فأصبحوا متربصين للأمر ، وبعد وفاة الرسول ( ص ) الذي كان يعتبر حافظا للاسلام وحارسا له ، وبوفاته يتزلزل قوام الاسلام ، وتنهدم أركانه . الا ان هذه الأمنيات ، فندت في يوم غدير خم ، إذ أعلن نبي الاسلام ان عليا خليفته ووصيه الذي سيستخلفه للحفاظ على كيان الاسلام فعرفه للأمة ، وبعد علي ، أنيطت هذه المسؤولية الخطيرة لآل علي . ولمزيد من الاطلاع يراجع تفسير الميزان ، الجزء الخامس صفحة 177 - 214 والجزء السادس صفحة 50 - 64 ، من مصنفات مؤلف هذا الكتاب . حديث الغدير : عند عودة الرسول ( ص ) من حجة الوداع ، مكث في مكان يدعى ( غدير خم ) . فأمر ان يجمع المسلمون العائدون من الحج ، فاجتمعوا ، فخطب فيهم ، ونصب عليا قائدا للأمة الاسلامية من بعده ، فأعطاه الولاية ، وجعله خليفة للمسلمين من بعده . عن البراء ، قال : كنا مع رسول الله ( ص ) في حجة الوداع ، فلما أتينا على غدير خم ، كشح لرسول الله ( ص ) تحت شجرتين ونودي في الناس ، الصلاة جامعة ، ودعا رسول الله ( ص ) عليا ، وأخذ بيده فأقامه عن يمينه ، فقال : ألست أولى بكل امرئ من نفسه ، قالوا : بلى ، قال : فان هذا مولى من انا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فلقيه عمر بن الخطاب ، فقال : هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . البداية والنهاية ج 5 : 208 و ج 7 : 346 - ذخائر العقبى للطبري طبع القاهرة 1356 صفحة 67 - الفصول المهمة لابن الصباغ ج 2 : 23 وقد جاء هذا الحديث في كل من الخصائص للنسائي طبع النجف 1369 صفحة 31 - وغاية المرام للبحراني صفحة 79 ، عن 89 طريقا من العامة ، و 43 طريقا من الخاصة . حديث السفينة : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( ص ) مثل أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تعلق بها فاز ، ومن تخلف عنها غرق . ذخائر العقبى صفحة 20 - الصواعق المحرقة لابن حجر طبع القاهرة صفحة 84 و 150 - تاريخ الخلفاء للسيوطي صفحة 307 - كتاب نور الابصار للشبلنجي طبع مصر صفحة 114 - غاية المرام للبحراني صفحة 237 - وقد جاء الحديث المذكور في هذه الكتب ، بأحد عشر طريقا من العامة ، وسبعة طرق من الخاصة . حديث الثقلين : عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( ص ) : كأني قد دعيت فأجبت ، اني قد تركت فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . البداية والنهاية ج 5 : 209 - ذخائر العقبى صفحة 16 - الفصول المهمة صفحة 22 - الخصائص صفحة 30 - الصواعق المحرقة صفحة 147 - وقد نقل هذا الحديث في غاية المرام عن العامة والخاصة ، 39 طريقا عن العامة ، و 82 طريقا عن الخاصة . وحديث الثقلين هذا يعتبر من الأحاديث القطعية ، وروي بأسانيد كثيرة وبعبارات مختلفة وأنه متفق على صحته ، سنة وشيعة ، ويستفاد من الحديث المذكور ونظائره ، أمور منها : 1 ) لو بقي القرآن بين الناس حتى قيام الساعة ، فالعترة باقية أيضا ، أي لا يخلو زمن من وجود امام وقائد حقيقي للأمة . 2 ) لقد قدم النبي ( ص ) عن طريق هاتين الأمانتين كل ما يحتاج إليه المسلمون من الناحية العلمية والدينية ، وعرف أهل بيته مرجعا علميا ودينيا للأمة الاسلامية ، وأيد أقوالهم وأعمالهم تأييدا مطلقا . 3 ) لا يفترق القرآن عن أهل البيت ، ولا يحق لمسلم ان يبتعد عنهم ، تاركا نهجهم وارشادهم . 4 ) لو أطاع الناس أهل البيت ، وتمسكوا بأقوالهم ، لن يضلوا ، وسوف يكون الحق حليفا لهم . 5 ) كل ما يحتاج إليه الناس من علوم ومسائل دينية ، فهي موجودة لدى أهل البيت ، وكل من يتابع طريقهم ، لن يضل ولن يهلك ، وينال السعادة الحقيقية ، أي ان أهل البيت مصونون من الاشتباه والخطأ ، وبهذه القرينة ، يتضح ان المراد من أهل البيت والعترة ، ليس كل أقرباء النبي ( ص ) وأولاده ، بل المراد عدة معدودة منهم ، وهم الذين قد نالوا المقام الأسمى من العلوم الدينية ، ولم يعترهم الخطأ والنسيان ، كي تتوفر لديهم صلاحية القيادة للأمة ، وهم علي بن أبي طالب والأحد عشر من ولده ، فان مقام الإمامة لهم ، الواحد بعد الآخر ، كما تشير الروايات إلى هذا المعنى .