responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 124


يَعتْرفُ بالحَقّ قبلَ أن يَشْهَد به عليه ، ولا يضيع ما استُحِفظَ عليه ، ولا يُنابز بالالْقاب ، ولا يَبغي على أحد ولا يَهمُ بالحَسَد ولا يضارّ بالجار ، ولا يَشمتَ بالمَصائبَ ، بَطىءْ عن المُنكَرات ، يَأمُر بالمعروف وينهى عن المُنكر ، لا يدخل في الأمُور بجَهْل ، ولا يخُرجُ من الحَقّ بعَجْز .
اِنْ صمَتَ لم يغمّه الصمت ، وانْ نَطَقَ لم يقل خَطَأ ، وانْ ضحَكَ لم يَعلُ صَوته ، قانع بالذي قُدِّرَ له ، ولا يَجْمَحْ به الغَيظ ولا يَغْلبُه الهَوى ، ولا يقهرُه الشْحْ ، ولا يَطمع فيما لَيسَ له ، يخالُط الناس ليَعلم ، ويَصْمُتُ ليسَلمَ ، ويَسأل ليفهم ، وينجز ليغنم ، ولا ينصت للخير ليَفخر به ، ولا يتكلّم ليتجَبّر على مَنْ سِواه ، نَفسهُ منه في عناء والناس منه في راحة ، اتعَبَ نفسه لاخِرَته وأَراحَ الناس من نفسِه ، اِنْ بُغيَ عليه صبر حتى يكون الله هو المنتصر له ، بُعده عمّن تباعد عنه زُهدْ ونزاهة ، ودنُوّه ممّن دَنا منه لينٌ ورحمة ، ليس تباعده تكبيُّراً ولا عظمة ، ولا دنُوّه خديعة ولا خلابة ، بل يقتدي بمَن كان قبله من أهل الخير ، فهوَ امامٌ لمن خلفه من أهل البرّ .
قال : فصاح همام صيحةً ثمّ وقع مغشيّاً عليه .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أَما والله لقد كُنت أَخافها عليه ، وقال : هكذا تصنع المواعظ البالغة بأَهْلهُا .
فقال له قائلْ : فما بالَكَ أَنتْ يا أمير المؤمنين ؟ !
قال : لكل أَجل لن يعدوُه وسَببٌ لا يجاوزه ، فَمهلاً لا تَعدُ فإنما نَفَثَ على لِسانك الشَيْطان ! ثمّ رفع همْام رأسه فصَعق صعقة وفارَق الدنيا ( رحمه الله ) [1] .



[1] * ذكر هذه الخطبة الشريف الرضي ( رحمه الله ) في « نهج البلاغة » بتغيير يسير في بعض الالفاظ . * ورواه ابن الحديد المعتزلي : ( ج 1 ص 547 ط مصر ) . * الكافي : ج 2 ص 226 . * شرح نهج البلاغة : ج 2 ص 527 طبع مصر . * جواهر العقدين : العقد الثاني الذكر الخامس ص 195 وص 140 . * مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي : ص 140 . * الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي : ص 92 مع فرق وفي ط 2 لسنة 1385 في ط 154 مع بعض الاختلاف وفيه : انّه ( عليه السلام ) مرّ على جمع فأسرعوا إليه قياماً ، فقال من القوم قالوا من شيعتك يا أمير المؤمنين ، فقال لهم خيراً ، ثمّ قال : يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمَة شيعتنا وحلية احبّتنا ؟ فأَمسكوا حياءً ، فقال له مَن معه : نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخَصّكم وحياكم لمّا أَنبأننا بصفة شيعتكم فقال ( عليه السلام ) : شيعتنا هم العارفون بأمر الله ، أهل الفضائل . . . الخ ما مرّ ، ثمّ علّق ابن حجر على ذلك قائلاً : فتأمل وفقكَ الله لطاعته ، وأَدام عليك من سوابغ نعمته وحمايته ، هذه الأوصاف الجليلة الرفيعَة الباهرة الكاملة المنيعة تعلم أَنها لا توجد إلاّ في أكابر العارفين لأئمة الوارثين ، فهؤلاء هم شيعة عليّ رضي الله

124

نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست