نام کتاب : الشورى والنص نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 120
الخلافة إلى غيره كان بغير حق ، بل استئثار وغلبة ، بل كلماته نصوص صريحة في هذه المعاني كما سنرى هنا . في حقه خاصة : الإمام علي عليه السلام هو الذي أعاد إلى الأذهان أحاديث نبوية تبرز حقه في الخلافة بلا منازع ، لم يكن مأذونا بها أيام الخلفاء ، إذ منعوا من الحديث إلا ما كان في فريضة ، يريدون بها الأحكام وفروع العبادات : 1 - فقد جمع الناس أيام خلافته فخطبهم خطبته المنقولة بالتواتر ، يناشد فيها أصحاب رسول الله من سمع منهم رسول الله بغدير خم يخطب فيقول : من كنت مولاه فعلي مولاه إلا قام فشهد [1] . 2 - وعلي ( ع ) هو الذي أعاد نشر حديث آخر يقدمه على أبي بكر وعمر خاصة ، إذ أخبر النبي أن من أصحابه من يقاتل بعده على تأويل القرآن كما قاتل هو صلى الله عليه وآله وسلم على تنزيله ، فتمنى أبو بكر أن يكون هو ذلك الرجل ، فلم يصدق النبي أمنيته ، بل قال له لا ! فتمنى ذلك عمر لنفسه فلم يكن أحسن حظا من أبي بكر ، ثم قطع النبي الأماني كلها حين أخبرهم أنه علي ، لا غير [2] ! هذه الأحاديث وغيرها وإن رويت عن غيره إلا أن روايتها عنه امتازت بكونها خطبا على جمهور الناس ، لا حديثا لواحد أو لبضعة نفر ، وهذا أبلغ في التأكيد على حقه الثابت له ، وأيقن بأن كثيرا من الصحابة كانوا يعرفونه ولا يجهلونه !
[1] تقدم مع مصادره ، راجع صفحة 91 . [2] سنن الترمذي 5 / 3715 ، السنن الكبرى - للنسائي - 5 / 8416 . وقد تقدم .
120
نام کتاب : الشورى والنص نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 120