منشأ إعراض الصدوق وجملة من القدماء لابد من التنبيه إلى اختلاف منشأ اعراض الصدوق وجملة من القدماء عن تلك الروايات الخاصة الواردة في الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة وإن كانت هناك جهة اشتراك أيضاً ، وهي دعوى معارضة هذه الروايات الخاصة المتضمنة للشهادة الثالثة لجملة طوائف أخرى الخالية عنها في موارد الأذان كصحيحة زراره ومعتبرة كليب الأسدي وغيرها ، إلاّ أن الاختلاف في المنشأ أيضاً موجود ، حيث أن الصدوق بنى على الأسترابة في أسانيد تلك الروايات كما سيأتي مفصلاً ، بينما ذهب الشيخ الطوسي ويحيى بن سعيد والعلامة والشهيد وغيرهم إلى الخدشة فيها من جهة المعارضة وعدم عمل الأصحاب بها فوصفوها بالشذوذ ومن ثم فتوقفهم فيها من ناحية المضمون ودواعي جهة البيان لا من ناحية الصدور وأسانيد تلك الروايات كما سيأتي نقل كلماتهم مفصلاً ، هذا مع أن جملة من القدماء كالسيد المرتضى وابن براج وغيرهما قد عملوا بهذه الروايات الخاصة في الجملة ، بل سيأتي أن الشيخ الطوسي قد أفتى بالجواز بمقتضى تلك الروايات وكيفية استظهار ذلك من عبارته في المبسوط والنهاية وان حصلت الغفلة عن مراده عند المتأخرين ، بل سيأتي أن الصدوق قد عدل عما ذكره في الفقيه في كتبه الأخرى كما سيأتي الاستشهاد بعبائره الأخرى على ذلك ، وسيأتي أن عمدة إعراض المتأخرين ومتأخري المتأخرين عن تلك الروايات وغيرها من الطوائف التي لها نحو دلالة على الشهادة الثالثة في الأذان هو الغفلة في استظهار حقيقة مراد وموقف القدماء من تلك الروايات .