responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 33


يومئذ وهو ميرزا محمّد تقي الذي ترقّى إلى أن صار تقي خان ، فأكرم وأنعم جزاه الله تعالى بالاحسان ، وبقيت مدّة في ظلّ دولته مشغولاً بالتدريس في مدرسته ، وإقامة الجمعة والجماعة في تلك البلاد ، وصنّفت في تلك المدّة جملة من الرسائل وشطراً من أجوبة المسائل ، وتفرّغت للمطالعة .
حتّى عصفت في تلك البلاد عواصف الأيّام التي لا تنيم ولا تنام ، ففرّقت شملها ، وبدّدت أهلها ، وانتهبت أموالها ، وهتكت نساءها ، ولعب الزمان بأحوالها .
فخرجت منها إلى بعض القرى ، واستوطنت قصبة فسا ، بعد أن أرسلت العيال إلى البحرين ، وجدّدت عيالاً من تلك البلاد ، فبقيت فيها مشتغلاً بالمطالعة ، وصنّفت هناك كتاب الحدائق الناضرة إلى باب الأغسال ، وأنا مع ذلك مشتغل بالزراعة لأجل المعاش ، والكفّ عن الحاجة إلى الناس ، وكان متولّيها الميرزا محمّد علي ( رحمه الله ) في غاية المحبّة لي والمراعاة والاحسان معي ، ولم يأخذ عليّ خراجاً في تلك المدّة .
حتّى نزل بتلك البلاد من حوادث الأقدار ما أوجب تفرّق أهلها إلى الأقطار ، وقتل المتولّي لها وهو الميرزا محمّد علي المذكور ، فبقي الكتاب المذكور ، وقد نسجت عليه عناكب النسيان ، ووقع عليّ من البلاء بسبب ذلك الخراب ما أوجب ذهاب أكثر كتبي وجملة أموالي .
ففررت منها إلى الاصطهبانات ، وبقيت مدّة أُعالج مرارات الأوقات ، وأنا في ذلك أُحاول الفرصة بالتشرّف بالعتبات العاليات ، والمجاورة في جوار الأئمّة السادات ، حتّى منّ الله سبحانه بالتوفيق إلى الشرب بذلك الكأس الرحيق ، فقدمت العراق ، وجلست في كربلا المعلّى ، على مشرّفها وآبائه وأبنائه صلوات ذي العلى ، عازماً على الجلوس بها إلى الممات ، غير نادم بعد التشرّف بها على ما ذهب منّي وفات ، صابراً على ما تجري به الأقدار من يسار واعسار حسبما قيل :

33

نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست