responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 208


ثمّ العجب كلّ العجب من تصريح علمائهم بتلك الفضائح والمناكر ، وسطرهم لها في كتبهم بمرأى من كلّ ناظر .
فمن ذلك ما صرّح به علاّمتهم التفتازاني في شرحه على المقاصد ، حيث قال : ما وقع للصحابة من المحاورات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ ، والمذكور على ألسنة الثقات يدلّ بظاهره على أنّ بعضهم قد حاد عن طريق الحقّ ، وبلغ حدّ الظلم والفسق ، وكان الباعث عليه الحقد والعناد وطلب الملك والرياسات ، والميل إلى اللذّات والشهوات ، وليس كلّ صحابيّ معصوماً ، ولا كلّ من لقى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بالخير موسوماً ، الاّ أنّ العلماء لحسن ظنّهم بأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق ، وذهبوا إلى أنّهم محفوظون عمّا يوجب التظليل والتفسيق ، صوناً لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلال في حقّ كبار الصحابة ، سيّما المهاجرين منهم والأنصار ، المبشّرين بالثواب في دار القرار انتهى .
أقول : اُنظر أيّدك الله تعالى إلى هذا الكلام المضطرب غاية الاضطراب ، والمتناقض تناقضاً لا يخفى على الجهّال فضلاً عن ذوي الألباب ، وتأمّل في هذا الاعتذار الفاضح الذي زخرفه هذا النحرير ، والعثار الواضح الذي وقع في هذا التحرير ، وقد أبطل مذهبه من حيث لا يدري ، وسبّ شيوخه سبّ المجترئ ، وما كنت أظنّ أنّ مثل ذلك يقع من أجهل جهّالهم فضلاً عن أعاظم فحولهم وأكابر رجالهم ، ولكن أبى الله سبحانه الاّ اظهار خزيهم وعثارهم وابطال معتقدهم واخماد نارهم ، فأظهر ذلك في فلتات أقلامهم ، وأجرى ذلك على صفحات كلامهم .
ومن ذلك ما صرّح به أبو حامد الغزالي الملقّب عندهم ب‌ « حجّة الاسلام » في كتابه المسمّى بسرّ العالمين وكشف الدارين ، في المقالة الرابعة التي وضعها لتحقيق

208

نام کتاب : الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست